أسراب الجراد الصحراوي تغزو جنوب الجزائر، مما دفع وزارة الفلاحة لعقد اجتماع طارئ بقيادة الوزير يوسف شرفة لمناقشة الإجراءات العاجلة لمكافحة الآفة وحماية المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي.
اجتاحت أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي عدة مناطق في جنوب الجزائر، مما دفع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري إلى عقد اجتماع طارئ لتحديد الإجراءات العاجلة اللازمة لمكافحة هذه الآفة التي تهدد المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي.
وترأس وزير الفلاحة، يوسف شرفة، الاجتماع الأول للجنة المشتركة متعددة القطاعات لمكافحة الجراد، والذي ناقش الوضع الحالي لانتشار الجراد في المناطق الجنوبية الحدودية للبلاد.
وخلال الاجتماع، تم استعراض تطورات انتشار أسراب الجراد، بالإضافة إلى الجهود الميدانية والوسائل المتاحة للحد من انتشارها.
كما ناقش الحاضرون الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها في الوقت والمكان المناسبين لاحتواء الآفة ومنع تفاقمها، وأكدت الوزارة على أهمية التحرك السريع لحماية المحاصيل الزراعية من الأضرار التي قد تسببها هذه الأسراب.
وأثار انتشار الجراد الصحراوي في المناطق الجنوبية قلقاً كبيراً بين المزارعين، الذين عبروا عن مخاوفهم من تدمير المحاصيل الزراعية.
وقد تم تداول مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تظهر أسراباً ضخمة من الجراد قادمة من الشرق الجنوبي، ووصلت إلى ولاية ورقلة، التي تقع على بعد 803 كيلومترات جنوب العاصمة الجزائر.
وأشار المزارعون إلى أن الظروف المناخية في هذه المناطق، بما في ذلك هطول الأمطار ووفرة الغطاء النباتي الأخضر، توفر بيئة مثالية لتكاثر الجراد.
من جانبه، حذر الخبير الفلاحي موسى لآيت الحاج من خطورة الجراد الصحراوي، واصفاً إياه بأنه “واحد من أخطر الآفات التي تهدد الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي”.
وأضاف أن هذه الحشرة قادرة على استهلاك كمية من الطعام في يوم واحد تعادل ما يستهلكه 35 ألف شخص، مشيراً إلى أن الكيلومتر المربع الواحد يمكن أن يحتوي على ما يصل إلى 80 مليون جرادة بالغة.
وكانت مناطق الساحل الإفريقي وشمال إفريقيا، وخاصة ليبيا، قد شهدت مؤخراً انتشاراً كبيراً لأسراب الجراد الصحراوي، قبل أن تنتقل إلى تونس ومن ثم إلى الجزائر.
وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الفلاحة التونسية بياناً أعلنت فيه عن دخول مجموعات صغيرة من الجراد الصحراوي إلى منطقة الذهيبة في ولاية تطاوين، وذلك بعد هبوب الرياح الجنوبية.
وأشارت الوزارة إلى أن الظروف المناخية المواتية، مثل هطول الأمطار ووجود غطاء نباتي أخضر، ساهمت في تكاثر الجراد وانتشاره.
وتواصل السلطات الجزائرية تعزيز جهودها لمكافحة هذه الآفة، حيث تعمل على تنفيذ إجراءات وقائية وميدانية للحد من انتشار الجراد وحماية المحاصيل الزراعية.
ويأتي ذلك في إطار الجهود الإقليمية لمواجهة هذه الظاهرة التي تهدد الأمن الغذائي في عدة دول.