05 ديسمبر 2025

عاشت الجزائر خلال الأسبوع الماضي موجة من الرعب، بعدما اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة توثّق سلسلة اعتداءات دامية في الشوارع والأحياء وحتى على الشواطئ، ارتكبها أشخاص مدججون بالأسلحة البيضاء.

أولى الحوادث التي هزت الرأي العام وقعت في بلدية عين الفكرون بولاية أم البواقي شرق البلاد، حيث تعرّض رجل ستيني لاعتداء عنيف وسط النهار أثناء خروجه من مركز البريد بعدما سحب راتبه الشهري، المهاجمان سرقا حقيبته وتركاه غارقا في دمائه قبل أن ينقل إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية معقدة. الشرطة تمكنت من توقيفهما وإيداعهما الحبس المؤقت.

وفي حي عين الكحلة شرق العاصمة الجزائر، حاولت مجموعة مسلحة بالأسلحة البيضاء اقتحام منزل عائلة، في مشهد التقطته كاميرا مراقبة خاصة وانتشر كالنار في الهشيم، وتدخلت وحدات الدرك الوطني سريعا واعتقلت اثنين من أفراد العصابة، وصادرت ترسانة من السكاكين والخناجر.

كما تحول شاطئ “شنوة” بولاية تيبازة إلى ساحة مواجهة بعدما اندلعت مشاجرة عنيفة بين مجموعتين بالسيوف والخناجر، ما أثار حالة فزع بين المصطافين الذين وثق بعضهم الحادثة بكاميرات الهواتف.

وأثار تنامي هذه الجرائم  سخطا واسعا بين الجزائريين الذين طالبوا عبر مواقع التواصل بتطبيق أقصى العقوبات على المعتدين، في ظل شعور متزايد بعدم الأمان في الفضاءات العامة.

ورغم أن قانون العقوبات الجزائري شدد مؤخرا العقوبات على حيازة واستعمال الأسلحة البيضاء، حيث تنص المادة 87 مكرر 7 على السجن من 5 إلى 10 سنوات وغرامات تصل إلى 500 ألف دينار، وتصل العقوبة إلى المؤبد في حال ارتكاب السرقة تحت تهديد السلاح، فإن هذه الإجراءات لم تردع تكرار الاعتداءات.

ويرجع المختصون تفاقم الظاهرة إلى عوامل اجتماعية ونفسية، أبرزها انتشار المخدرات بين الشباب، حيث الباحث الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي أن “الكثير من مرتكبي هذه الجرائم ينتمون إلى أسر مستقرة اجتماعيا واقتصاديا، لكنهم تحت تأثير المخدرات يفقدون السيطرة على تصرفاتهم، ما يدفعهم لارتكاب أفعال عنيفة دون وعي أو تردد”.

ويشير الخبراء إلى أن مواجهة هذه الموجة لا تقتصر على التشديد القانوني والأمني فحسب، بل تحتاج إلى معالجة عميقة تشمل تعزيز دور الأسرة والمدرسة، وتوسيع فضاءات الأنشطة الشبابية والرياضية، إضافة إلى انخراط المجتمع المدني في احتواء الفئات الهشة المعرضة للانحراف.

 

تقرير أممي.. انتهاكات حقوقية ممنهجة تطال النشطاء وعائلاتهم في الجزائر

اقرأ المزيد