05 ديسمبر 2025

قررت الحكومة المالية إغلاق المدارس والجامعات في عموم البلاد ابتداء من أمس الأحد، عقب تفاقم أزمة الوقود التي شلت حركة النقل والمواصلات، نتيجة حصار تفرضه جماعات مسلحة متطرفة على طرق الإمداد الحيوية المؤدية إلى العاصمة باماكو.

وأعلن وزير التعليم أمادو سي سافاني في بيان متلفز أن الدراسة ستعلق لمدة أسبوعين بسبب “الاضطرابات في إمدادات الوقود التي تعيق تنقّل الكوادر التعليمية والطلاب”، مؤكدا أن السلطات “تعمل على إعادة الوضع إلى طبيعته في أقرب وقت ممكن”.

وأشار وزير التعليم إلى أن الحكومة تأمل استئناف الدراسة في 10 نوفمبر المقبل إذا ما نجحت جهودها في إعادة تدفق الوقود إلى العاصمة واستقرار الوضع اللوجستي.

وتعود الأزمة إلى قرار جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، فرض حظر على دخول الوقود من الدول المجاورة منذ أوائل سبتمبر الماضي، ما أدى إلى توقف مئات الشاحنات المحمّلة بالمحروقات عند الحدود وتفاقم النقص داخل البلاد.

ورغم محاولات الجيش المالي تأمين ممرات آمنة ومرافقة قوافل الوقود نحو العاصمة، إلا أن بعض الشاحنات تعرضت لهجمات مسلحة في المناطق الحدودية، ما فاقم الأزمة وترك السوق في حالة شلل شبه كامل.

وتسببت ندرة الوقود في شلل واسع بقطاعات النقل والخدمات الأساسية، إذ تعطلت المواصلات العامة وتراجعت إمدادات المواد الغذائية والسلع الأساسية، في حين يعاني المواطنون من ارتفاع كبير في الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق.

وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه مالي ضغوطا أمنية واقتصادية متزايدة، في ظل نشاط الجماعات المسلحة شمال البلاد ووسطها، وتراجع الدعم الدولي بعد انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ما يضاعف من معاناة السكان في بلد يعاني أصلاً من هشاشة البنية التحتية والاعتماد الكبير على الواردات.

 

مرصد الأزهر يشيد بعمليات الجيش المالي الاستباقية ضد تنظيم “القاعدة”

اقرأ المزيد