05 ديسمبر 2025

شهد غرب ليبيا احتقاناً بعد إغلاق محتجين لمستودع الزاوية النفطي، مما عطّل تدفق البنزين وأثار مخاوف من تفجر الأوضاع، ودعت شركة البريقة السلطات للتدخل، فيما أشار محللون إلى ضعف البنية المؤسسية وابتزاز الدولة.

يشهد غرب ليبيا حالة من التصعيد بعد قيام محتجين بإغلاق مستودع الزاوية النفطي، مما أدى إلى تعطيل تدفق البنزين إلى منطقة الساحل الغربي، وأثار مخاوف حقيقية من تدهور الأوضاع.

وأفادت شركة البريقة لتسويق النفط بأن إغلاق المستودع قد أوقف عمليات التوزيع المنتظمة، داعية السلطات إلى التدخل العاجل لحل الخلاف مع إحدى شركات التوزيع.

وتشكل هذه الحادثة حلقة جديدة في سلسلة الأزمات النفطية المتكررة في ليبيا، والتي تشهد باستمرار إغلاقاً للحقول والموانئ والمستودعات من قبل محتجين وأطراف أخرى.

ويرى الدكتور إلياس الباروني، عميد كلية العلوم الاقتصادية والسياسية بجامعة نالوت، أن هذه الأزمة تكشف عن مشاكل أعمق من مجرد نقص في البنزين.

وأشار في تصريح خاص إلى أن جذور الأزمة تعود إلى “هشاشة البنية المؤسسية للدولة”، موضحاً أن أحداث مستودع الزاوية تظهر ضعف قدرة الدولة على حماية المرافق الحيوية وضمان استمرارية الخدمات الأساسية.

وأضاف الباروني أن “النفط تحوّل إلى أداة ضغط سياسية واجتماعية في ليبيا، حيث تستخدمه بعض الجماعات كسلاح للضغط وورقة مساومة لتحقيق مكاسب”، مشيراً إلى أن هذه الممارسات تتكرر مما يعزز سلوك ابتزاز الدولة.

كما أكد أن الأزمة تعكس شعوراً عميقاً بالتهميش وعدم العدالة في توزيع الثروة، مما يجعل أي خلاف بسيط قابلاً للتصعيد، وحذر من أن هذه التطورات ترسل إشارات سلبية للشركات الدولية.

وتوقع الباروني أن تؤدي هذه الأزمة إلى نقص حاد في الوقود، وارتفاع الأسعار، ونمو السوق السوداء، مما قد يؤثر سلباً على الأنشطة الإنتاجية وقطاع النقل، ويرفع معدلات التضخم، ويزيد الضغوط المعيشية على المواطنين.

واستنتج أنه في حال عدم معالجة الأزمة بشكل سريع، فقد تؤدي إلى توترات بين المدن، وربما تتصاعد إلى اشتباكات مسلحة.

يذكر أن مستودع الزاوية، الذي يضم إحدى أكبر المصافي في ليبيا، يعد مركزاً رئيسياً لتزويد المنطقة الغربية بالوقود، وأي تعطيل لنشاطه ينعكس مباشرة على إمدادات البنزين.

من جانبه، أشار الباحث في العلاقات الدولية بشير الجويني إلى أهمية قطاع الطاقة في ليبيا، حيث تنتج البلاد حوالي 1.2 مليون برميل يومياً، بينما لا يتجاوز عدد سكانها 7 ملايين نسمة.

لكنه لاحظ وجود مشكلات هيكلية، حيث أن أسعار النفط في ليبيا هي من بين الأرخص عالمياً، مما يجعل الوقود عرضة للتهريب.

وأضاف الجويني أن شركات توزيع الوقود تمثل مشكلة أخرى في القطاع، مشيراً إلى أن التقارير الرسمية، بما في ذلك تقارير ديوان المحاسبة، أظهرت وجود طفرة في استغلال الوقود خلال السنوات الأخيرة لا تتناسب مع عدد السكان ولا مع احتياجات الاقتصاد الليبي.

كما أشار إلى أن المشكلة الثالثة تتمثل في إغلاق الحقول والموانئ والمستودعات، مما يسبب إرباكاً في السوق المحلية ويولد حالات من الهلع بين المواطنين، حتى بسبب الشائعات المتعلقة بانقطاع الوقود.

البرلمان الليبي يحذر: لا لتسييس النفط

اقرأ المزيد