جيش جنوب السودان أعلن فرار جنود سودانيين إلى أراضيه بعد استيلاء قوات الدعم السريع على حقل هجليج النفطي الأكبر في السودان، الواقع جنوب كردفان قرب الحدود مع جنوب السودان.
وأوضح اللفتنانت جنرال جونسون أولوني، مساعد رئيس هيئة أركان جيش جنوب السودان، في تسجيل مصوّر نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الجنود السودانيين سلّموا أنفسهم أمس للجيش الجنوبي، وتمت تسلمتهم إلى العهدة الرسمية، مع الإشارة إلى أن قواته استولت على عتادهم العسكري، دون الكشف عن العدد الرسمي، لكن مصادر إعلامية تحدثت عن مئات الجنود.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت الاثنين سيطرتها على منطقة كردفان الاستراتيجية الغنية بالموارد، مشيدة بأهمية السيطرة على حقل هجليج اقتصادياً، ووصفته بـ”نقطة تحول لتحرير البلاد بأكملها”.
وفي بيان لاحق، اتهمت القوات الجيش السوداني بشن هجوم عبر الطائرات المسيرة على الحقل، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المهندسين والعاملين، إضافة إلى خسائر بين الجنود، وتدمير عدد من المنشآت الحيوية، بحسب بيانها، فيما تعذّر على وكالة الصحافة الفرنسية التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.
ويرى خبراء، من بينهم وزير الطاقة السوداني السابق جادين علي عبيد، أن السيطرة على حقل هجليج تمثل كارثة استراتيجية للسودان وضربة اقتصادية كبيرة لجنوب السودان، خاصة وأن هذا الحقل كان محل نزاع مستمر بين البلدين منذ استقلال جنوب السودان عام 2011، وشهدت المنطقة اشتباكات متفرقة في عام 2012.
وتأتي هذه التطورات في سياق الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، التي أدت إلى تقسيم السودان فعلياً إلى مناطق نفوذ، حيث يسيطر الجيش على الشمال والوسط والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع مع حلفائها على الغرب وأجزاء من الجنوب.
وأسفرت النزاعات عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، ما وصفته الأمم المتحدة بـ”أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
السودان.. خروج المستشفى الوحيد في الفاشر عن الخدمة
