ارتفاع حاد في سعر الدولار بالسوق الليبية الموازية، حيث بلغ 7.89 دينار للدولار، بفجوة 21% عن السعر الرسمي، ويحذر الخبراء من تأثير ذلك على الاستقرار الاقتصادي والقوة الشرائية للمواطنين.
شهدت ليبيا في الأيام الأخيرة ارتفاعاً حاداً في سعر الدولار بالسوق الموازية، حيث وصل إلى مستوى قياسي بلغ 7.89 دينار ليبي للدولار الواحد، مما يعكس فجوة خطيرة بنسبة 21% مقارنة بالسعر الرسمي الذي يحدده مصرف ليبيا المركزي عند 5.5 دينار للدولار.
وكشفت البيانات الرسمية عن عجز مالي كبير، حيث بلغت استخدامات النقد الأجنبي 14.2 مليار دولار حتى نهاية مايو الماضي، بينما لم تتجاوز الإيرادات النفطية 9.5 مليار دولار، مما خلق فجوة قدرها 4.7 مليار دولار.
ويحتفظ المصرف المركزي باحتياطيات أجنبية تبلغ 94 مليار دولار، منها 84 مليار دولار كاحتياطيات يديرها البنك مباشرة.
وحذر الخبير الاقتصادي أحمد المبروك من خطورة اتساع الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي، مشيراً إلى أنها تجاوزت المعدل الطبيعي البالغ 10%، وأكد أن هذا الوضع يهدد الاستقرار الاقتصادي ويؤثر سلباً على القوة الشرائية للمواطنين.
من جانبه، أرجع الخبير عادل المقرحي أسباب الأزمة إلى المضاربات والطلب المتزايد على الدولار في السوق الموازية، حيث يقدم أرباحاً فورية للمضاربين، كما أشار إلى أن فرض ضريبة على النقد الأجنبي بالسعر الرسمي يزيد من اتساع الفجوة ويضعف ثقة السوق.
وكان المصرف المركزي قد خفض سعر الصرف الرسمي في أبريل الماضي بنسبة 13.3% ليصبح 5.5677 دينار للدولار، في محاولة لمواكبة الواقع الاقتصادي.
وفي سياق متصل، حذر صندوق النقد الدولي من المخاطر المحدقة بالاقتصاد الليبي، خاصة مع استمرار عدم الاستقرار السياسي وتأثيره المحتمل على إنتاج النفط.
ودعا صندوق النقد الدولي إلى إقرار ميزانية موحدة وترشيد النفقات، خاصة في رواتب القطاع العام وبرامج الدعم، مع الحفاظ على الاستثمار في مشاريع التنويع الاقتصادي.
وتأتي هذه التوصيات في ظل اعتماد ليبيا شبه الكلي على عائدات النفط التي تشكل هدفاً للصراعات السياسية بين الفصائل المتنافسة على السلطة.
ليبيا.. تعليمات عاجلة من حماد وحفتر بعد طفح المياه الجوفية في زليتن
