05 ديسمبر 2025

فرنسا منحت، يوم السبت، دبلوماسيين ماليين طُردوا من باريس مهلة أخيرة لمغادرة البلاد، في أحدث فصول التوتر الدبلوماسي بين باماكو وباريس، في ظل خلاف حول ملف اعتقال عميل استخبارات فرنسي في مالي.

وتتهم باريس الدولة الإفريقية بانتهاك اتفاقية فيينا، وتتجه للضغط على نظام الحاكم أسيمي غويتا من خلال ملف التأشيرات، بعد شهر من اعتقال العميل “يان. ف”، ضابط في المديرية العامة للأمن الخارجي، المُكلَّف بالسفارة الفرنسية في باماكو، بتهمة محاولة زعزعة الاستقرار.

وكان قد أُلقي القبض في اليوم نفسه على عشرة ضباط ماليين، بينهم جنرالان، لنفس السبب، ما دفع فرنسا للرد بطرد شخصين ماليين وإعطائهما مهلة حتى 20 سبتمبر لمغادرة البلاد.

وأمر الحاكم المالي خمسة دبلوماسيين فرنسيين آخرين بمغادرة البلاد، وقد غادروا مالي بالفعل في 14 سبتمبر، ومنذ 37 يوماً، تتفاوض وزارة الخارجية الفرنسية والسفارة مع السلطات المالية لإطلاق سراح عميلها الذي يتمتع بالحصانة الدبلوماسية وفق اتفاقية فيينا لعام 1961، لكن الماليين لم يسمحوا له بالزيارة القنصلية للاطمئنان على صحته أثناء الاستجواب.

وتواصل باريس التأكيد على التزامها بالقوانين الدولية، بينما لجأت باماكو إلى طلب المساعدة من روسيا في مواجهة الجماعات المتطرفة، بما فيها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم “داعش”، في حين أُوقف التعاون الأمني مع فرنسا، مقتصراً على تقديم المعلومات الاستخباراتية والمساعدة التقنية.

ومع استمرار تدهور العلاقات منذ طرد السفير الفرنسي في فبراير 2022، قد تلجأ باريس إلى فرض قيود إضافية على التأشيرات المالية، بعد أن كانت السفارة تصدر حوالي 120 تأشيرة يومياً قبل الأزمة، وانخفض العدد مؤخراً إلى عشرين فقط، مع إمكانية التصعيد لاحقاً.

وتواجه السلطات المالية انتقادات متزايدة من السكان بسبب فشل الجيش في مواجهة تقدم الهجمات المسلحة، وغياب التكريم للجنود الذين سقطوا في المعارك، ما يزيد من الضغوط الداخلية والخارجية على باماكو.

على وقع أزمة دبلوماسية مع باماكو.. الجزائر توضح سبب استقبالها قادة معارضين للمجلس العسكري في مالي

اقرأ المزيد