14 أبريل 2025

تسببت أزمة تكدس في المعابر البرية بين مصر والسودان، خاصة في معبري “قسطل - أشكيت” و”أبو سمبل”، في شلل حركة السفر وتفاقم معاناة العائدين السودانيين، ومع نقص العبارات وارتفاع تكاليف السفر.

تشهد طرق عودة السودانيين من مصر أزمة حادة، حيث تعاني المعابر البرية من تكدس غير مسبوق، خاصة في معبر “قسطل – أشكيت”، الذي شهد شللاً كاملاً في حركة السفر.

وأكد شهود عيان أن التكدس يبدأ من محافظة أسوان، بسبب عدم قدرة العبارات النيلية على استيعاب الكم الهائل من حافلات السفر، مما تسبب في توقف المسافرين لأيام طويلة وزيادة معاناتهم.

وفي الوقت نفسه، يعاني معبر أبو سمبل من توقف شبه كامل في حركة المرور، حيث توقفت أكثر من 120 حافلة في معسكر الكتيبة الخاصة بانتظار التنسيق للسفر، مما أجبر المسافرين على الانتظار لأكثر من ثلاثة أيام قبل المغادرة، وفق ما أفاد أحد السودانيين لوكالة “سونا”.

من جانبه، أكد مسؤول في معبر أشكيت وصول 40 حافلة من الرحلات الجماعية الخاصة بالعائدين يوم الخميس الماضي، متوقعاً أن تتضاعف هذه الرحلات خلال الأيام المقبلة.

وتأتي هذه الأزمة في ظل تدفق كبير للمسافرين من محافظتي القاهرة وأسوان عبر رحلات جماعية يومية إلى معسكر كتيبة الجيش المصري، حيث تقدم السلطات المصرية تسهيلات للعائدين من مخالفي إجراءات الإقامة أو الذين دخلوا مصر بطرق غير شرعية.

ويُفضل العديد من العائدين العودة عبر منفذ الكتيبة الخاصة في أبو سمبل لتجنب التعقيدات في المعابر الحدودية، مما يستدعي تدخل السفارة السودانية والتنسيق مع الجانب المصري لتسهيل حركة الحافلات عبر جميع المعابر.

وأكدت مصادر متطابقة أن المشكلة الرئيسية تكمن في أسوان، حيث يشكل نقص العبارات النيلية عائقاً كبيراً أمام انسياب حركة العبور، خاصة مع تزايد أعداد الحافلات.

وأوضح أحد أصحاب وكالات السفر أن الوضع يشهد تحديات غير مسبوقة، مع تكدس أعداد ضخمة من الحافلات بانتظار الإذن بالمرور.

وتوقع أن تتدخل السلطات اليوم الأحد لإصدار وثائق السفر التي ستسمح للعائدين بالمرور عبر معبر أرقين، مما قد يخفف الازدحام في معبر أشكيت.

ولم تقتصر المعاناة على التكدس في المعابر، بل امتدت إلى الارتفاع الكبير في أسعار تذاكر السفر وإيجار الشقق.

فبلغ سعر التذكرة من القاهرة إلى عطبرة 3500 جنيه مصري (حوالي 71 دولاراً)، وإلى مدني 4700 جنيه مصري (حوالي 96 دولاراً)، مما يجعل السفر مكلفاً للعديد من العائدين.

كما أفادت مصادر بأن بعض شركات النقل أوقفت رحلاتها مؤقتاً بسبب الازدحام، في انتظار استقرار الأوضاع بعد عطلة عيد الفطر.

وفي ظل هذا الارتباك، انتشرت السوق السوداء لتذاكر السفر عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يعرضها سماسرة بأسعار مرتفعة جداً، مما زاد من معاناة المسافرين.

ويُعد معبرا أشكيت وأرقين من أهم المعابر البرية بين السودان ومصر، حيث يقع أشكيت في الولاية الشمالية على بعد 900 كم شمال الخرطوم، بينما يقع أرقين على بعد 1200 كم من العاصمة السودانية، ويتميز بقربه من بحيرة النوبة.

وشهد المعبران ضغطاً شديداً بسبب تدفق العائدين بعد عيد الفطر، خاصة مع تقدم الجيش السوداني في ولايات مثل الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض.

وطالب ناشطون ومهتمون بالشأن العام بتدخل عاجل من السلطات السودانية والمصرية لتسريع إجراءات العبور وتحسين الخدمات القنصلية في أسوان، بالإضافة إلى تفعيل معبر أرقين كحل بديل.

يذكر أن أعداداً كبيرة من السودانيين قدموا إلى مصر بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، مما يفسر الضغط الكبير على المعابر ووسائل النقل حالياً.

اقرأ المزيد