05 ديسمبر 2025

أزمة تلوث مياه الشرب في ليبيا تتفاقم وسط غياب خطة وطنية، مع ارتفاع نسبة الأملاح والبكتيريا في الآبار، وتدهور البنية التحتية، ويحذر الخبراء من أمراض معوية ويدعون لرقابة صارمة وخطة عاجلة لضمان جودة المياه.

تشهد ليبيا أزمة متصاعدة في تلوث مياه الشرب، وسط غياب خطة وطنية عاجلة لضمان جودتها وتوافرها، رغم تحذيرات التقارير الدولية من مخاطر العطش في العقود المقبلة.

ويعتمد ملايين الليبيين على المياه الجوفية كمصدر أساسي للشرب والاستخدام المنزلي، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى تلوث واسع في آبار العاصمة والمناطق المجاورة.

وأظهرت دراسة نشرها المركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية بالتعاون مع جامعة طرابلس أن غالبية مياه الآبار في غرب العاصمة غير مطابقة للمواصفات القياسية، مع ارتفاع نسبة الأملاح الذائبة إلى ثلاثة أضعاف الحد المسموح، ووجود مستويات مرتفعة من بكتيريا الإشريكية القولونية (E.coli)، خصوصاً في الآبار العميقة بين 35 و60 متراً.

وحذّر المركز من استمرار الحفر العشوائي للآبار دون رقابة أو تحاليل دورية، مشيراً إلى احتمال انتشار أمراض معوية خطيرة، وداعياً إلى فرض رقابة صارمة وتفعيل التشريعات المنظمة لحفر الآبار ومراقبة محطات التحلية الخاصة.

وتفاقمت الأزمة في السنوات الأخيرة بسبب تدهور البنية التحتية وتراجع قدرة الدولة على إدارة منظومة المياه، مع انقطاع متكرر في الإمدادات وتراجع إنتاج محطات التحلية في مناطق الجبل الغربي والساحل الغربي، ما دفع الأهالي إلى الاعتماد على آبار خاصة أو شراء المياه بالصهاريج بأسعار مرتفعة.

ويؤكد المواطنون مثل سالم الورشفاني من العزيزية وعبد السلام اعكاش من جنزور أنهم اضطروا للبحث عن بدائل آمنة للمياه، عبر شراء المياه المعبأة أو استخدام فلاتر منزلية وغلي الماء قبل الشرب، نتيجة عدم الثقة في جودة المياه المتاحة.

ويشير عبد الرازق حماد، مسؤول فني في الشركة العامة للمياه والصرف الصحي، إلى أن التلوث أصبح ظاهرة مقلقة تشمل معظم المناطق الساحلية والداخلية، نتيجة تداخل شبكات الصرف الصحي القديمة مع خطوط المياه وتسرب النفايات، إضافة إلى التوسع غير المنظم في حفر الآبار وتدهور الخزان الجوفي في الجنوب، الذي يغطي أكثر من 90% من احتياجات البلاد.

ويطالب حماد بوضع خطة وطنية عاجلة تشمل إنشاء مختبرات رقابية إقليمية لمتابعة جودة المياه، وحصر وإغلاق الآبار الملوثة، وتشديد لوائح منح التراخيص، مشيراً إلى أن تنفيذ هذه الخطط لا يعوقه نقص الخبراء، بل الواقع السياسي والإداري الهش وضعف التمويل المخصص لقطاع المياه.

ليبيا تتصدر قائمة مصدري النفط إلى الولايات المتحدة

اقرأ المزيد