أكثر من 7 ملايين طفل سوداني باتوا مهددين بمخاطر تعليمية وصحية ونفسية كبيرة جراء النزوح الذي فرضته الحرب، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية بالعالم.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة “إنقاذ الطفولة”، يشكل الأطفال أكثر من نصف النازحين داخلياً، حيث يُقدر عددهم بنحو 5.8 مليون طفل، بينهم 2.8 مليون دون سن الخامسة، بينما ولد حوالي مليوني طفل في الأشهر التي تلت اندلاع الصراع.
وأثر النزوح القسري على هؤلاء الأطفال في عدة مجالات، لا سيما فرص التعليم، حيث فقد أكثر من 6 ملايين طفل في المراحل ما قبل الثانوية فرصة التعليم بسبب إغلاق المدارس واستمرار النزاع، ولم يتمكن سوى 750 ألف طفل نازح أو لاجئ من مواصلة دراستهم.
وقال سامي الباقر، المتحدث باسم لجنة معلمي السودان، إن الظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها الأسر دفعت الكثير من الأطفال إلى الابتعاد عن الدراسة والانشغال بإعالة عائلاتهم، ما أفقدهم الرغبة والشغف بالتعليم.
وتزداد هذه الأزمة تعقيداً في ظل غياب الرعاية الصحية الأساسية وتزايد التهديدات للأطفال، خاصة الفتيات، حيث تتعرض أكثر من 3.2 مليون طفلة لخطر العنف الجنسي والزواج القسري.
وأوضح محمد عبد اللطيف، المدير المؤقت لمنظمة “إنقاذ الطفولة” في السودان، أن الوضع يزداد سوءاً مع ارتفاع معدلات العنف والنزوح، مؤكداً أن الأزمة تعد من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم.
وبدورها، حذرت الباحثة الاجتماعية أسماء جمعة من أن الفجوة التعليمية والصدمات النفسية التي يعيشها الأطفال النازحون ستترك أثراً عميقاً على شخصياتهم ومستقبلهم، حيث تواجه الأسر تحديات كبيرة في تلبية احتياجاتهم الأساسية وسط ظروف النزوح القاسية، ما يجعل التعليم أقل أولوية.
ومع استمرار الأزمة، يصبح التدخل العاجل والمساعدات الدولية ضرورة لإنقاذ جيل كامل من الأطفال السودانيين الذين يواجهون خطر الضياع والانحراف عن مسار التنمية والتعليم.
مسؤول سوداني يجدد هجومه على الإمارات ويتهمها بالتسبب في الحرب