مدينة الكفرة الليبية تشهد أوضاعاً إنسانية مأساوية في ظل تدفق غير مسبوق للنازحين الذين تجاوزت أعدادهم سكان المدينة الأصليين، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع مع حلول فصل الشتاء والبرد القارس.
وأوضح مسعود عبد الله، عضو مجلس البلدية بالكفرة، في تصريحات صحفية، أن المدينة تستقبل يومياً بين 400 و500 نازح، ليصل إجمالي عدد النازحين إلى أكثر من 100 ألف، في حين يبلغ عدد السكان الأصليين نحو 60 ألفاً فقط.
وأكد أن هذا الضغط الهائل يضع عبئاً غير مسبوق على البنية التحتية والخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن المناشدات المستمرة للمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية لم تسفر عن استجابة كافية.
وأضاف عبد الله أن المرافق الصحية في الكفرة، المصممة لخدمة 60 ألف نسمة، تجد نفسها مضطرة للتعامل مع أكثر من 160 ألف شخص.
كما تعاني المدينة من نقص حاد في الأدوية، المعدات الطبية، والأطقم الصحية، فضلاً عن الاحتياجات العاجلة مثل الأغطية، الملابس الشتوية، المياه، الكهرباء، ومراكز الإيواء.
وأشار إلى انتشار الأوبئة مثل التهاب الكبد والإيدز والدرن، مما يعمق الأزمة الصحية في المدينة، مؤكداً أن حليب الأطفال والإسعافات الأولية تأتي على رأس الاحتياجات الملحة التي يجب توفيرها بشكل فوري.
وفي رسالته إلى الحكومة الليبية والمنظمات الإنسانية الدولية، شدد عبد الله على ضرورة تكثيف الدعم للمجلس البلدي وغرفة الطوارئ في الكفرة لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية.
وعن أسباب تدفق النازحين، أشار عبد الله إلى أن الكفرة تعتبر وجهة للنازحين الفارين من الحروب في الدول المجاورة مثل السودان وتشاد.
وأضاف أن العلاقة التاريخية بين سكان الكفرة والمناطق المجاورة تجعل من المستحيل رفض استقبال النازحين، مذكّراً بمواقف الدول المجاورة الداعمة لليبيا في أوقات الأزمات، مثل الغزو الإيطالي.
واختتم عبد الله بالقول: “نحن بحاجة إلى تدخل عاجل لإنقاذ المدينة التي أصبحت مركزاً لأزمة إنسانية كبيرة تتطلب تعاوناً محلياً ودولياً سريعاً”.
ليبيا تفتح أبوابها للاستثمار النفطي.. أول مناقصة للطاقة منذ 2011