05 ديسمبر 2025

ضغوطات متزايدة على الأسر السودانية في طرابلس بعد تحذيرات من السلطات الأمنية لمالكي العقارات بعدم تأجير منازلهم للأجانب دون إذن، مما أدى لطلب العديد من الملاك إخلاء المستأجرين السودانيين، ما أثار قلق الجالية، وتكررت هذه الضغوط مع بدء العام الدراسي، حيث يُعزى ذلك إلى تزايد الأعداد الأجنبية.

تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصاعداً ملحوظاً في الضغوط على الأسر السودانية المقيمة فيها، وذلك في أعقاب تحذيرات أمنية وجهتها السلطات الليبية إلى ملاك العقارات بعدم تأجير مساكن للأجانب دون الحصول على تراخيص مكتوبة من الشرطة.

وقد أدت هذه التحذيرات، التي انتشرت على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى توجيه العديد من الملاك طلبات إخلاء فورية للمستأجرين السودانيين، مما أثار موجة من القلق والارتباك في أوساط الجالية السودانية التي تضم آلاف الأسر التي نزحت من ويلات الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين.

من حي جنزور، أحد الأحياء التي تستضيف عدداً كبيراً من الأسر السودانية، تنقل سيدة قصة معاناتها بعد أن قام صاحب المنزل الذي تقيم فيه مع أطفالها بقطع المياه عنهم كوسيلة للضغط لإجبارهم على المغادرة.

وأكدت في حديثها أن العودة إلى السودان غير ممكنة في الظروف الراهنة، وأنها تفتقر إلى أي بديل سكني آخر، مناشدةً السفارة السودانية ومكتب الجالية بالتدخل العاجل لتوفير مأوى آمن لها ولأسرتها.

وفي شهادة مماثلة، أفادت سيدة سودانية أخرى بتلقيها إنذاراً مماثلاً من مالك المسكن الذي تستأجره، مؤكدةً الحاجة الملحة لتدخل الجهات المعنية لإيجاد حلول عاجلة، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة وعدم توفر بدائل سكنية مناسبة.

من جهتها، أشارت ناشطة في مجال العمل الإنساني وقضايا اللاجئين السودانيين، فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن هذه الضغوط تتكرر سنوياً مع اقتراب موعد العام الدراسي الجديد، حيث تتصاعد المطالبات الشعبية بفرض قيود على وجود الأجانب نتيجة تزايد أعدادهم وما يُنظر إليه على أنه منافسة للطلاب الليبيين في المدارس الحكومية.

وأضافت الناشطة أن هذه الأزمة تتفاقم في ظل غياب حلول محلية فعالة، مشيرة إلى أن الخيار الواقعي الوحيد المتاح يتمثل في دعم برامج العودة الطوعية أو الترحيل إلى بلد ثالث عبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، خاصة وأن العديد من الأسر السودانية تعيش في ظروف غير مستقرة وتفتقر إلى الحماية القانونية الكافية.

على الرغم من تأكيدات حكومة الوحدة الوطنية الليبية في مناسبات سابقة على استثناء المواطنين السودانيين من الإجراءات الصارمة المفروضة على الأجانب، إلا أن المشاهدات الميدانية تكشف صورة مغايرة تماماً، حيث يتعرض العديد من السودانيين في مدن الغرب الليبي لمضايقات متكررة من قبل بعض المواطنين الرافضين للوجود الأجنبي.

هذا التناقض بين التصريحات الرسمية والممارسات اليومية يثير تساؤلات عديدة حول فعالية السياسات الحكومية في حماية الفئات المستضعفة، ويضع الجالية السودانية أمام تحديات متزايدة تتطلب استجابة عاجلة من الجهات الدبلوماسية والإنسانية لضمان الحد الأدنى من متطلبات الاستقرار والعيش الكريم.

مباحثات مصرية ليبية لتعزيز التعاون العسكري وتأمين الحدود

اقرأ المزيد