أعلنت مجموعة النفط والغاز النمساوية “أو.إم.في” يوم الثلاثاء أنها تتوقع خسائر تفوق 200 مليون يورو (ما يعادل 220 مليون دولار) خلال الربع الثالث من العام الجاري، نتيجة الاضطرابات التي شهدها إنتاج النفط في ليبيا.
ويأتي هذا الإعلان على خلفية إغلاق عدة حقول نفطية رئيسية في البلاد بسبب نزاعات داخلية.
وقالت الشركة في بيانها إن هذه الاضطرابات أثرت بشكل كبير على عمليات الإنتاج، مما أدى إلى انخفاض كبير في إمدادات النفط الخام من ليبيا، والتي تُعد من أهم مصادر النفط للشركة النمساوية.
وكانت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، قد أعلنت في السابع من أغسطس الماضي حالة “القوة القاهرة” في حقل الشرارة النفطي، أحد أكبر حقول إنتاج النفط في ليبيا بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 300 ألف برميل يومياً.
وفي الثاني من سبتمبر، تم الإعلان عن حالة “القوة القاهرة” في حقل الفيل النفطي، حيث جاءت هذه القرارات بعد تصاعد التوترات والخلافات السياسية والاقتصادية في البلاد، خاصة بين الحكومة المتمركزة في شرق البلاد والسلطات في العاصمة طرابلس.
وأثارت هذه الأحداث قلق الشركات الدولية العاملة في قطاع النفط الليبي، إذ تعتمد العديد منها، مثل “أو.إم.في”، على إمدادات النفط من ليبيا لتلبية احتياجاتها.
وكانت ليبيا تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي منذ الإطاحة بالنظام السابق في 2011، ما أثر بشكل مباشر على إنتاج النفط وتصديره.
وفي خطوة نحو الاستقرار، أعلنت الحكومة الليبية في شرق البلاد بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للنفط، يوم الخميس الماضي، إعادة فتح كافة حقول النفط وموانئ التصدير بعد التوصل إلى اتفاق لحل النزاع القائم مع محافظ المصرف المركزي الليبي.
ويُتوقع أن يؤدي هذا الاتفاق إلى استئناف الإنتاج الطبيعي للنفط في البلاد، مما قد يساعد في تقليل الخسائر التي تكبدتها شركات النفط العاملة في ليبيا.
يُشار إلى أن حقل الشرارة وحقل الفيل يعدان من بين أكبر حقول النفط في البلاد، وهما مهمان ليس فقط لليبيا ولكن أيضاً للسوق العالمي نظراً للإنتاج الضخم الذي توفره تلك الحقول، لكن النزاعات السياسية المستمرة غالباً ما تتسبب في تعطيل الإنتاج، مما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة للاقتصاد الليبي والشركات الأجنبية على حد سواء.
تحليل – “محادثة الفرصة الأخيرة”: بلير – والقذافي وحاضر ليبيا