أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أمس الإثنين، قرارا بإعفاء محافظ بنك السودان المركزي برعي الصديق علي أحمد من مهامه، وتعيين الخبيرة المصرفية آمنة ميرغني حسن التوم خلفا له، لتكون أول امرأة في تاريخ البلاد تتولى هذا المنصب.
وجاء القرار بعد أسابيع من تصاعد الخلافات داخل مؤسسات الدولة حول سياسة احتكار تصدير الذهب لصالح البنك المركزي، وهي الخطوة التي أثارت جدلا واسعا بين الحكومة والمصدرين، وسط مخاوف من تأثيرها على تدفق النقد الأجنبي في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة.
وأكدت مصادر أن اجتماعا ضم المحافظ المقال ورئيس الوزراء كامل إدريس وممثلين عن قطاع مصدري الذهب شهد نقاشات محتدمة بشأن قرار البنك الأخير بحصر تصدير الذهب عبر بنك السودان فقط، تنفيذًا لتوصيات اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية.
ويهدف هذا القرار إلى إحكام الرقابة على عائدات الذهب، التي تُعد المصدر الأول للنقد الأجنبي في البلاد، والحد من التهريب المستشري، غير أن شريحة واسعة من المصدرين اعتبرت الخطوة احتكارًا يضرّ بالتنافسية وبالقطاع الخاص.
وفي سياق متصل، رفض رئيس شعبة مصدري الذهب عبد المنعم الصديق ما وصفه بـ”الاجتماعات غير الشرعية” التي عقدها ممثلون عن مجموعة مجهولة مع مسؤولين حكوميين، نافيًا أن تكون تلك المجموعة جزءًا من الشعبة الشرعية المعترف بها.
وقال الصديق في بيان صحفي إن “هذه الأطراف تمثل مصالح ضيقة مدعومة من جهات تنفيذية نافذة”، مضيفا أن “محاولاتها التأثير على قرارات البنك المركزي تضر بالاقتصاد الوطني، خصوصا بعد أن قامت بشراء الذهب بأسعار تفوق الأسعار العالمية، ما تسبب في انهيار قيمة الجنيه السوداني وزيادة معاناة المواطنين”.
وطالب الصديق رئيس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمراجعة عائدات صادر الذهب منذ اندلاع الحرب، بغية التحقق من الكميات المصدّرة والفوائد الفعلية التي عادت على خزينة الدولة.
وتعد آمنة ميرغني التوم من أبرز الكفاءات النسائية في القطاع المالي السوداني، إذ شغلت مناصب قيادية في عدد من البنوك والمؤسسات الاقتصادية، بينها منظومة الصناعات الدفاعية، ما يمنحها خبرة تنفيذية واسعة في إدارة الملفات المالية المعقدة خلال مرحلة استثنائية من تاريخ السودان.
وسطاء دوليون يدعون أطراف حرب السودان لاغتنام فرصة المفاوضات في جنيف
