05 ديسمبر 2025

سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر بنوفمبر 2025، مما سبب نزوح 82 ألف، واتهامات إبادة جماعية، وتلاه هجمات طائرات بدون طيار أدت لمقتل 40 بالعبيد، و6 صحفيين بالخرطوم، وتواصلت الأطراف لهدنة هشة لـ3 أشهر، وفي النهاية 21 مليون يواجهون مجاعة وأزمة إنسانية حادة.

في ظل تصاعد التوترات العسكرية والإنسانية في السودان، يشهد البلد تطورات ميدانية دراماتيكية أثارت مخاوف دولية من تحول النزاع إلى مرحلة أكثر وحشية.
بعد أكثر من عامين من الحرب الأهلية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أفادت الأمم المتحدة بـ”استعدادات واضحة لتصعيد العدائيات”، رغم موافقة قوات الدعم السريع على اقتراح هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر.

ومع ذلك، تستمر الاشتباكات اليومية، مما يعمق أزمة إنسانية أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص.

وأعلنت قوات الدعم السريع عن السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، في 1 نوفمبر 2025، بعد حصار دام 18 شهراً.

وكانت الفاشر آخر معاقل الجيش في المنطقة الغربية، وأدى سقوطها إلى نزوح فوري لأكثر من 82 ألف شخص من سكانها البالغ عددهم 260 ألفاً، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
وصف الناجون مشاهد مروعة من الإعدامات الجماعية، والاغتصابات الجماعية، والنهب الواسع، مع اتهامات للدعم السريع باستهداف السكان غير العرب (الإفريقيين الأصليين) في حملة تشبه “الإبادة الجماعية”.
في تقرير صادم نشرته منظمة الأطباء السودانيين في 9 نوفمبر، اتهمت الدعم السريع بمحاولة إخفاء أدلة الجرائم من خلال حرق الجثث أو دفنها في مقابر جماعية قرب مسجد في الفاشر.
وقد وثقت المنظمة مقتل عشرات الأطفال أمام آبائهم، وهجمات على مستشفيات ومخيمات النازحين.
كما أفادت منظمة الصحة العالمية بمقتل أكثر من 40 ألف شخص في النزاع بأكمله، مع مخاوف من ارتفاع الرقم إلى مئات الآلاف بسبب المجاعة والأمراض.
انتقل النزاع شرقاً نحو كردفان الغنية بالنفط، حيث شن الجيش هجمات بطائرات بدون طيار صينية الصنع على العبيد، عاصمة شمال كردفان، مما أسفر عن مقتل 40 مدنياً على الأقل في 8 نوفمبر.
رداً على ذلك، أطلقت قوات الدعم السريع هجمات طائرات بدون طيار على الخرطوم، بما في ذلك قصف القصر الجمهوري الذي استعادته القوات المسلحة في مارس 2025، مما أدى إلى مقتل ستة صحفيين في 10 نوفمبر.
وفقاً لمصادر عسكرية، يسيطر الجيش الآن على الأجواء فوق الفاشر، لكنه يواجه صعوبات في التقدم الأرضي.

على الصعيد السياسي، وافقت قوات الدعم السريع في 6 نوفمبر على اقتراح هدنة إنسانية لثلاثة أشهر مقدم من قبل “الرباعي” الدولي (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات)، يليها وقف إطلاق نار دائم يمهد لانتقال مدني.

ورحب الجيش بالاقتراح، لكنه اشترط سحب الدعم السريع من المناطق المدنية وتسليم الأسلحة.

كما ذكرت تقارير أن الولايات المتحدة عرضت رفع العقوبات على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مقابل الالتزام بالهدنة، مع فرص استثمارية في قطاع التعدين.

ومع ذلك، حذر مسؤول الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في 7 نوفمبر من “عدم وجود أي إشارة إلى خفض التصعيد”، مشيراً إلى تحضيرات عسكرية مكثفة من الجانبين.

ودعت الأمم المتحدة إلى فتح ممرات إنسانية فورية، محذرة من “كارثة غير قابلة للتخيل” إذا استمر التصعيد.

واتهمت الحكومة السودانية الإمارات بدعم الدعم السريع بالأسلحة، مما دفعها إلى رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية في مارس 2025 بتهمة “التواطؤ في الإبادة”.
شخصيات ليبية تقترح حلولًا للحد من العنف المجتمعي ومنع النزاعات

اقرأ المزيد