17 يونيو 2025

الفنانة المغربية نعيمة بوحمالة توفيت عن عمر ناهز 77 عاماً بعد صراع مع أمراض القلب، لتُختتم مسيرة فنية حافلة دامت أكثر من خمسة عقود في المسرح والتلفزيون والسينما المغربية.

وفي بيان رسمي نُشر على الحساب الرسمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، بمنصة “إكس”، عبّر وزير الشباب والثقافة، محمد المهدي بنسعيد، عن عميق حزنه لرحيل الفنانة، مقدماً تعازيه الحارة إلى أسرتها وكافة أفراد الساحة الفنية والثقافية.

وأكد البيان أن الراحلة كانت من أبرز رموز الفن المغربي، إذ تميزت بتجسيدها لشخصيات واقعية تنبض بنبض المجتمع المغربي، وتركت بصمة متفردة في ذاكرة الجمهور.

وأثار خبر وفاة بوحمالة حالة من الحزن الواسع في الأوساط الفنية المغربية، حيث نعاها فنانون ومخرجون عبر منصاتهم الشخصية، مشيدين بعطائها الفني وإنسانيتها.

وكتبت الفنانة لطيفة أحرار، مديرة المعهد العالي للفن المسرحي، عبر حسابها في “فيسبوك”: “رحم الله الفنانة القديرة…”، أما المطرب سعد لمجرد، فقد شارك عبر خاصية القصص في “إنستغرام” قائلاً إن نعيمة بوحمالة كانت “أيقونة ستظل في ذاكرة الفن المغربي”.

وعبّر المخرج إدريس الروخ عن حزنه العميق، فيما استعاد الفنان رشيد الوالي ذكرى لقائه الأول بها، قائلاً: “لن أنسى أول مرة وقفت أمامها كممثل شاب في مسلسل حوت البر مع المخرجة فريدة بورقية، كانت أماً على الشاشة، وصوتاً من صوت الأرض، ورفيقة درب في رحلة الفن”.

ووُلدت الراحلة أواخر أربعينيات القرن الماضي، وظهرت موهبتها الفنية مبكراً حيث اعتلت خشبة المسرح لأول مرة وهي في الثالثة عشرة من عمرها، لتنطلق بعدها في مسار فني طويل رسّخ مكانتها كواحدة من أبرز نجمات الفن المغربي.

وبدأت مسيرتها الاحترافية من المسرح، حيث شاركت في أعمال مميزة ونالت إعجاب الجمهور، كما ساهمت في تأسيس فرقة “تكادة” الشهيرة وقدّمت معها عروضاً من بينها “رحبة الفراجة”.

وفي الدراما التلفزيونية، تألقت بوحمالة في مسلسلات مثل “هاينة”، و”مداولة”، و”حديدان”، و”ولاد ناس”، حيث برعت في أداء أدوارها بواقعية تجذب المشاهد.

وأما في السينما، فقد شاركت في أفلام بارزة مثل “الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء”، و”الطفل الشيخ”، و”ستة من ستين”، و”الدار الكبيرة”، و”اللعب مع الذئاب”، و”خمسة وخميس”، و”عنداك أ ميلود”، و”انكسار”.

وكانت تميزت بوحمالة بقدرتها الفريدة على التوفيق بين الأداء الكوميدي والدرامي، ما أكسبها حب الجمهور واحترام النقاد، ورسّخ مكانتها في ذاكرة الفن الوطني.

وفي السنوات الأخيرة، تراجعت إطلالات الفنانة بسبب معاناتها من مشاكل صحية في القلب، حيث خضعت لعدة تدخلات طبية، وكان آخر ظهور علني لها في أبريل 2025، خلال العرض الخاص لفيلم “البوز” للمخرجة دمنة بونعيلات، وهو الظهور الذي اعتبره كثيرون بمثابة وداع مؤثر من فنانة طبعت وجدان المغاربة لسنوات طويلة.

رحلت نعيمة بوحمالة، لكن إرثها الفني والإنساني سيظل حاضراً في وجدان كل من تابعها وأحب فنّها.

تجار الذهب في المغرب يشتكون من “الركود”

اقرأ المزيد