12 مايو 2025

منظمة هيومن رايتس ووتش تعرب عن قلقها العميق إزاء تقارير تفيد بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطط لترحيل مهاجرين محتجزين في الولايات المتحدة إلى ليبيا، واصفة الخطوة بأنها “انتهاك فاضح للقانون الدولي” قد يعرّض المرحلين لخطر التعذيب والانتهاكات الجسيمة.

وقالت المنظمة، في تقرير صادر اليوم الجمعة، إن المعلومات التي حصلت عليها من وسائل إعلام أمريكية ومسؤولين حكوميين تشير إلى نية ترحيل عدد من المهاجرين من مركز احتجاز بولاية تكساس إلى ليبيا، رغم صدور قرار قضائي في 7 مايو يمنع تنفيذ هذا الإجراء.

وأوضحت المنظمة أن بعض المحتجزين، الذين ينحدرون من الفلبين، فيتنام، لاوس، والمكسيك، تلقوا إشعارات شفهية وأخرى رسمية بشأن ترحيلهم إلى ليبيا، وهي دولة تعاني من انهيار مؤسساتي وانفلات أمني، بحسب التقرير.

واستنكرت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حنان صلاح، في هيومن رايتس ووتش، الخطة الأمريكية، قائلة: “إجبار بلد كليبيا، الغارق في الفوضى والانتهاكات، على استقبال مهاجرين مرفوض قانونا وأخلاقيا، مراكز الاحتجاز هناك جحيم حقيقي تمارس فيه انتهاكات منهجية من قبل جماعات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة”.

ويوثق التقرير سلسلة من الانتهاكات المرتكبة في ليبيا، منها التعذيب، الاعتقال التعسفي، العنف الجنسي، القتل تحت التعذيب، والاختفاء القسري، وسط غياب شبه كامل للرقابة القضائية.

وأكدت المنظمة أن ليبيا ليست طرفا في اتفاقية اللاجئين لعام 1951، كما أنها لا تمتلك أي تشريع وطني ينظم اللجوء، ما يجعل احتجاز المهاجرين المرحّلين إليها غير قانوني وفقًا للمعايير الدولية.

كما انتقدت المنظمة الاتحاد الأوروبي بسبب تعاونه المستمر مع خفر السواحل الليبي، مشيرة إلى أن هذا التعاون أدى فعليا إلى إعادة المهاجرين إلى أماكن احتجاز غير إنسانية، واعتبرته تواطؤًا أوروبيًا في الانتهاكات.

واختتم التقرير بتحذير من استخدام إدارة ترامب لقوانين استثنائية مثل “قانون الأعداء الأجانب” لتبرير ترحيلات جماعية دون ضمان حقوق أساسية للمهاجرين واللاجئين، مشيرة إلى أن ذلك يفتح الباب أمام انزلاقات خطيرة في السياسة الأمريكية تجاه حقوق الإنسان.

يذكر انه عندما وجه سؤال للرئيس ترامب عن هذه الخطة، أجاب باقتضاب: “لا أعلم”، ما أثار المزيد من الجدل حول مصداقية وشفافية القرار.

وفي السياق ذاته، نفت حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها وجود أي تفاهم مع واشنطن بشأن استقبال هؤلاء المهاجرين.

كما أصدرت القيادة العامة في شرق ليبيا ووزارة خارجيتها بيانا مماثلا ينفي أي تنسيق رسمي مع الجانب الأمريكي.

وفد صناعي مصري يزور ليبيا لبحث فرص المشاركة في إعادة الإعمار

اقرأ المزيد