22 يونيو 2025

أطلقت الناشطة النيجيرية أبيمبولا أوجوندايرو حملة “صححوا خريطة العالم” لتغيير نموذج خرائط العالم الذي يُقلل من حجم إفريقيا، وتركز الحملة على ضرورة اعتماد خرائط تعكس الواقع، مثل “إسقاط بيترز” و”الأرض المتساوية”.

أطلقت الناشطة النيجيرية أبيمبولا أوجوندايرو (28 عاماً) حملة دولية تحت شعار “صحّحوا خريطة العالم”، تهدف إلى تغيير النموذج الخرائطي السائد الذي يُظهر إفريقيا بحجمٍ أصغر بكثير من واقعها.

وتستهدف الحملة، التي تقودها منظمة “أفريكا نو فلتر” (Africa No Filter)، المؤسسات الدولية الكبرى مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي، بالإضافة إلى الأنظمة التعليمية حول العالم، للمطالبة باعتماد خرائط أكثر دقة تعكس الحجم الحقيقي للقارات والدول.

في مقابلة مع شبكة الجزيرة، أوضحت أوجوندايرو أن خريطة “مركاتور”، التي طُوّرت عام 1599 للملاحة البحرية، تُظهر قارات الشمال مثل أوروبا وأميركا الشمالية بأحجام مبالغ فيها، بينما تُصغّر إفريقيا وأميركيا الجنوبية بشكل كبير.

وقالت: “عندما أخبرت عمي أن الولايات المتحدة والصين والهند يمكن أن تتسع جميعها داخل إفريقيا، شعر بالصدمة. هذه ليست مبالغة، بل حقيقة جغرافية، لكن الناس لا يعرفونها بسبب خريطة مركاتور المضللة”.

فعلى سبيل المثال، تظهر غرينلاند في خريطة مركاتور بحجم قريب من إفريقيا، رغم أن مساحة القارة الإفريقية تزيد عنها بأكثر من 14 مرة.

ويؤكد خبراء الجغرافيا أن إسقاط مركاتور، رغم دقته في الحفاظ على الزوايا والأشكال للملاحة، فإنه يفشل تماماً في تمثيل المساحات الحقيقية.

في محاولات سابقة لتصحيح هذا التشويه، قدم الألماني أرنو بيترز عام 1973 إسقاطاً جديداً عُرف بـ”إسقاط بيترز”، واصفاً إياه بالخريطة “العادلة”، واتهم خريطة مركاتور بأنها “متحيزة لأوروبا”.

وفي عام 2016، اعتمدت مدينة بوسطن الأمريكية إسقاط بيترز في مدارسها، رغم انتقادات بعض الخبراء الذين رأوا أنه يشوّه الأشكال الجغرافية.

لكن التطور الأبرز جاء في عام 2018، عندما أطلق عالم الخرائط توم باترسون إسقاط “الأرض المتساوية”، الذي يقدم تمثيلاً أكثر دقة للمساحات، ويظهر إفريقيا بحجمها الحقيقي تقريباً، وقد حظي هذا النموذج بدعم مؤسسات مرموقة، منها وكالة ناسا، كما اعتمده البنك الدولي رسمياً في 2024.

وتؤكد أوجوندايرو أن حملتها ليست مجرد دعوة لتغيير خرائط، بل لتصحيح صورة إفريقيا في الوعي العالمي، وقالت: “لقرون، رُسمت خريطة العالم بأقلام غير أفريقية، تعكس مصالح خارجية. آن الأوان أن نمسك نحن بالقلم ونروي قصتنا بأنفسنا”.

وأضافت أن التشويه الخرائطي لا يؤثر فقط على الجغرافيا، بل له تبعات اقتصادية وسياسية: “ما دامت إفريقيا تُصوَّر صغيرة وغير مؤثرة، ستُعامَل كذلك في السياسة والاقتصاد العالمي”.

وتدعو الحملة إلى التخلي عن النماذج الخرائطية “الاستعمارية” في المناهج التعليمية، والانتقال إلى خرائط تعكس الواقع بدقة، ويرى الدكتور ليندسي فريدريك براون، أستاذ الجغرافيا بجامعة أوريغون، أن “مركاتور ليس مؤامرة، لكنه يعكس رؤية متحيزة خدمت القوى الكبرى لقرون”.

من جهتها، تشدد أوجوندايرو على أن التغيير يجب أن يبدأ من إفريقيا نفسها: “علينا ألا ننتظر جهات خارجية لتصحيح صورتنا. الخريطة أداة سلطة، وعلينا أن نتحكم في سرديتنا البصرية”.

وتأتي هذه الحملة في سياق جهود متنامية لتصحيح التمثيل الخرائطي العالمي، حيث تكتسب خرائط مثل “الأرض المتساوية” زخماً متزايداً كبديل عادل ودقيق لخرائط الماضي المشوّهة.

مصفاة “دانغوتي” النيجيرية تسعى لضمان إمدادات نفطية من ليبيا وأنجولا

اقرأ المزيد