16 يونيو 2025

أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” عن قلقها من تفشي العنف الجنسي في دارفور، مشيرة إلى أنه أصبح “خطراً دائماً” يهدد النساء والفتيات، وأُبلغ عن 659 حالة منذ بداية الحرب، مع تعرض 86% منهن للاغتصاب. وتطالب المنظمة بتدخل عاجل لوقف الانتهاكات.

حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان صدر الأربعاء من أن العنف الجنسي أصبح يشكل “خطراً شبه دائم” يهدد حياة النساء والفتيات في إقليم دارفور المضطرب غرب السودان، داعية إلى تدخل عاجل لوقف هذه الانتهاكات المروعة.

وأكدت المنظمة الإنسانية الدولية أن حالات العنف الجنسي المبلغ عنها منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و”قوات الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كانت “فظيعة ووحشية” بحسب وصف كلير سان فيليبو، منسقة الطوارئ في المنظمة.

وكشفت البيانات الصادرة عن المنظمة أن فرقها الطبية عالجت 659 ناجية من العنف الجنسي في جنوب دارفور بين يناير 2024 ومارس 2025، حيث أكدت 86% من الناجيات تعرضهن للاغتصاب.

والأكثر إثارة للصدمة أن ثلث الضحايا كن دون سن الثامنة عشرة، بينما كانت بعض الضحايا في الخامسة من العمر فقط.

وصرحت سان فيليبو: “النساء والفتيات لا يشعرن بالأمان في أي مكان”، موضحة أن “التعرض للهجوم يحدث داخل المنازل، وأثناء محاولات الفرار من العنف، وعند البحث عن الطعام أو الحطب، وحتى أثناء العمل في الحقول”.

وبينما أشارت المنظمة إلى أن الرجال والفتيان يتعرضون أيضاً للعنف الجنسي، إلا أن النساء والفتيات يشكلن 94% من إجمالي الناجين الذين تلقوا العلاج.

في مستشفى بمدينة طويلة، التي تبعد 60 كيلومتراً غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة، تم علاج 48 ناجية بين يناير وأوائل مايو الجاري. معظم هؤلاء الناجيات هربن من الهجوم الوحشي الذي شنته “قوات الدعم السريع” على مخيم “زمزم للنازحين”، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 200 مدني وتشريد أكثر من 400 ألف شخص.

وفي شرق تشاد المجاورة، حيث لجأ أكثر من 800 ألف سوداني، كشفت المنظمة أن نصف الناجين البالغ عددهم 44 ألفاً ممن تلقوا العلاج منذ يناير كانوا من الأطفال.

وقد نقلت المنظمة شهادة مروعة لفتاة تبلغ من العمر 17 عاماً تعرضت لاغتصاب جماعي على يد مقاتلي “قوات الدعم السريع”، حيث قالت الضحية: “أردت أن أفقد ذاكرتي بعد ذلك”.

وحذرت روث كوفمان، مسؤولة الطوارئ الطبية في المنظمة، من أن الوصول إلى الرعاية الصحية يبقى “غير كافٍ” في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، قائلة: “كما هي الحال مع جميع الخدمات الإنسانية والطبية في السودان، لا بد من تعزيز هذا الدعم بشكل عاجل”.

ويذكر أن طرفي النزاع قد اتُهما بارتكاب انتهاكات جسيمة، لكن تقارير عدة أشارت إلى أن “قوات الدعم السريع” تتحمل المسؤولية الرئيسية عن العنف الجنسي الممنهج.

وفي أبريل الماضي، كشفت منظمة العفو الدولية عن حالات من العبودية الجنسية في المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات.

وتواصل دارفور، التي تشهد نزاعاً مسلحاً متقطعاً منذ عام 2003، معاناة إنسانية حادة تتفاقم مع استمرار القتال بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، حيث بات المدنيون وخاصة النساء والأطفال يدفعون الثمن الأكبر لهذه الصراعات.

الخارجية السودانية ترد بغضب على قرار الاتحاد الأوروبي

اقرأ المزيد