17 يوليو 2025

معهد دراسة الحرب الأمريكي يرجح أن تعمد قوات الدعم السريع إلى تعزيز خطوط إمدادها في مناطق أقصى شمال غرب السودان، قرب المنطقة الحدودية الثلاثية مع ليبيا ومصر.

وحرص قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على توجيه رسائل تطمين إلى ليبيا ومصر، داعياً إلى عدم القلق إزاء هذا التصعيد العسكري الأمريكي.

وأشار المعهد في تقرير حديث إلى أن قوات الدعم السريع تمكنت في العاشر من يونيو الجاري من السيطرة على منطقة حدودية رئيسية بين مصر وليبيا والسودان، موضحاً أن الهدف من هذه الخطوة هو تدعيم طريق لوجستي قائم بالفعل يربط غرب السودان عبر الأراضي الليبية، والذي تستغله القوات لتهريب الوقود والذخيرة والمركبات لدعم عملياتها داخل السودان.

وذكر التقرير أن الجيش الوطني الليبي أرسل منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في أبريل 2023 قوافل إمداد وطائرة واحدة على الأقل لتزويد الدعم السريع بالمؤن والمعدات العسكرية.

وبحسب التوقعات الأمريكية، قد تسعى قوات الدعم السريع للتقدم جنوباً نحو مواقع الجيش السوداني في منطقة الأطرون شمال دارفور، والتي تشكل نقطة ضغط مهمة يمكن للقوات المسلحة السودانية استغلالها لقطع طرق التهريب التي يعتمد عليها الدعم السريع، الذي يعمل حالياً على ربط خطوط الإمداد الليبية بمعاقله الرئيسة في غرب البلاد.

ويأتي هذا التحرك في ظل سعي قوات الدعم السريع إلى تعزيز السيطرة على طريق الإمداد اللوجستي عبر ليبيا، بعد القيود المتزايدة التي طالت مراكز الإمداد الأخرى عبر الأراضي التشادية.

ووفق التقرير، وافق النظام في تشاد على استخدام مطار أم جراس شرقي البلاد لدعم عمليات الإمداد مقابل مساعدة مالية من دولة الإمارات، لكن هذا القرار واجه معارضة داخلية واسعة، إذ تنظر قطاعات مؤثرة في النخب العسكرية والسياسية بتشاد إلى قوات الدعم السريع كتهديد أمني، في ظل تاريخ طويل من العنف عبر الحدود.

وفي السياق نفسه، بثت منصات الدعم السريع أول خطاب جماهيري لقائدها دقلو بعد غياب عامين، أقرّ فيه بالهزائم الأخيرة التي تعرضت لها قواته، قائلاً: “أخرجونا من مناطق غالية جداً، وفقدنا فيها أغلى ما نملك، ولكن سنعود بعزة وبكرامة”، في إشارة إلى تراجعهم في عدد من المواقع.

كما أكد سيطرة قواته مؤخراً على منطقة المثلث في أقصى شمال غرب السودان، على الحدود مع ليبيا ومصر، مشدداً على أن وجود قواته هناك “يخدم مصالح الجيران” نظراً لتحول المنطقة إلى بؤرة للتهريب والإرهاب والهجرة غير النظامية.

وفي رسائل التطمين التي وجهها لدول الجوار، نفى دقلو وجود خلافات جوهرية مع مصر، معتبراً التوترات القائمة “مفتعلة”، وأكد حرصه على تسويتها بالحوار.

وأضاف قائد الدعم السريع أن قواته تخوض الحرب “دفاعاً عن النفس”، قائلاً: “نحن لا نريد الحرب، ولكن فُرضت علينا”، موجهاً اتهامات لخصومه بشيطنة قواته أمام الرأي العام المحلي والإقليمي.

ويذكر أن قوات الدعم السريع كانت قد سيطرت على مساحات واسعة من العاصمة الخرطوم ومناطق في دارفور وكردفان في بداية النزاع، لكنها تراجعت لاحقاً أمام حملة عسكرية مضادة شنها الجيش السوداني منذ العام الماضي، تمكّن خلالها من استعادة السيطرة على الخرطوم ومدن استراتيجية في وسط البلاد.

وزارة الداخلية المصرية توضح تفاصيل مشاجرة مسجد السلام وتؤكد ضبط المتورطين

اقرأ المزيد