مصر تحقق انخفاضاً ملحوظاً في معدلات المواليد خلال 2024، حيث تراجع عدد المواليد إلى أقل من مليوني مولود لأول مرة منذ 2007، مما يعكس نجاح السياسات السكانية وتركيز الجهود على التخطيط الأسري وتحسين جودة الخدمات الصحية.
كشفت أحدث البيانات الصادرة عن الجهات المعنية في مصر عن انخفاض ملحوظ في معدلات المواليد خلال العام 2024، حيث نجحت البلاد في كسر حاجز المليوني مولود لأول مرة منذ عام 2007.
وأظهرت الإحصاءات الرسمية انخفاض عدد المواليد إلى 1.968 مليون مولود خلال العام الماضي، مقارنة بـ2.045 مليون مولود في عام 2023، بانخفاض قدره 77 ألف مولود، بنسبة 3.8%.
كما تراجع معدل الإنجاب الكلي إلى 2.41 مولود لكل سيدة، مقابل 2.54 مولود في العام السابق.
وسجلت الزيادة الطبيعية للسكان انخفاضاً بنسبة 7%، حيث بلغت 1.359 مليون نسمة في 2024، مقارنة بـ1.462 مليون نسمة في 2023.
كما تراجعت نسبة الزيادة الطبيعية إلى 1.3%، مقابل 1.4% في العام السابق، في مؤشر إيجابي على تباطؤ النمو السكاني.
ووصف الدكتور عمرو حسن، مقرر المجلس القومي للسكان السابق وأستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة، هذه الأرقام بأنها “مؤشر واضح على تحول مجتمعي نحو التخطيط الأسري الواعي”، معتبراً أن الانخفاض يمثل نجاحاً للسياسات الحكومية في إدارة الملف السكاني.
وأضاف حسن أن مصر تقف الآن أمام “فرصة ذهبية لمواجهة حاسمة لمشكلة الزيادة السكانية”، مشيداً بالإرادة السياسية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام 2014 في معالجة هذه القضية التي تشكل تحدياً رئيسياً للتنمية.
كشف الدكتور حسن عن تحسن كبير في المؤشرات الديموغرافية منذ عام 2014، حيث انخفض معدل المواليد من 30.7 لكل ألف نسمة إلى 18.5 في 2024، كما تراجع عدد المواليد من 2.720 مليون إلى 1.968 مليون.
كما شهد معدل الوفيات انخفاضاً طفيفاً من 6 إلى 5.7 لكل ألف نسمة، بينما تراجع معدل الإنجاب الكلي من 3.5 طفل لكل سيدة إلى 2.41 في 2024.
أوضح أستاذ أمراض النساء والتوليد أن وزارة الصحة تنفذ استراتيجية شاملة تركز على تعزيز الصحة الإنجابية وتحسين جودة خدمات تنظيم الأسرة، مع توسيع نطاق الخدمات في المناطق الريفية والنائية.
وتشمل الاستراتيجية زيادة استخدام الوسائل طويلة الأمد لتنظيم الأسرة، وتفعيل خدمات المشورة وفحص ما قبل الزواج، إلى جانب حملات التوعية الموسعة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بالشراكة مع المؤسسات الدينية والمجتمع المدني.
واستشهد الدكتور حسن بمقولة الكاتب المصري الراحل جمال حمدان في كتابه “شخصية مصر” بأن “ما من مشكلة في مصر إلا ومشكلة السكان طرف أساسي فيها”، مؤكداً أن تجارب دول مثل اليابان وجنوب شرق آسيا أثبتت أن تنمية العنصر البشري هي أساس التقدم.
وأشار إلى أن مصر تركز حالياً على تحسين نوعية حياة المواطنين وتوسيع خياراتهم من خلال تطوير قدراتهم الصحية والتعليمية، في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق التوازن بين النمو السكاني والتنمية المستدامة.
يأتي هذا الانخفاض في معدلات المواليد تتويجاً لجهود متواصلة تبذلها الدولة المصرية لمواجهة التحدي السكاني، الذي يشكل أحد أهم المعوقات أمام خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
26 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر والدول العربية