05 أكتوبر 2024

تلعب روسيا دوراً رائداً في دعم قطاع الطاقة في القارة الإفريقية، حيث تسعى لتعزيز دعمها للدول بهدف الدفع بها للتطور ولاسيما في بنيتها التحتية. وتتمثل مشاريع الطاقة الروسية في شمال إفريقيا في عدة مجالات، منها النفط، الغاز الطبيعي، والطاقة النووية.

وأقامت روسيا العديد من المشاريع في مجال الطاقة قبل سنوات في شمال إفريقيا، ومازالت تدعم هذا المجال وتعمل على إقامة وتأهيل وتحديث الكثير من المشاريع في دول شمال إفريقيا، وخاصة في الدول التي أرهقتها الأزمات الاقتصادية والحروب التي دعمتها بعض دول الغرب بهدف السيطرة على مواردها.

ليبيا: شراكة نفطية متنامية مع “روسنيفت” و”غازبروم”

روسيا لديها تاريخ طويل من التعاون مع ليبيا في مجال الطاقة، وقد شهد هذا التعاون العديد من المشاريع الكبرى في مجالات النفط والغاز والطاقة بشكل عام.

اتفاقيات النفط والغاز:

وقعت غازبروم، الشركة الروسية العملاقة في مجال الطاقة، عدة اتفاقيات مع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، حبث فازت في عام 2007، بمناقصة للحصول على حق التنقيب عن النفط والغاز في منطقتين بريتين في ليبيا. وتطورت العلاقات إلى توقيع عدة مذكرات تفاهم تشمل تطوير حقول النفط والغاز في ليبيا.

وأما شركة تاتنفت الروسية كانت ناشطة في ليبيا منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. في عام 2005، حصلت الشركة على حقوق التنقيب في الكتلة 82 في حوض غدامس. استمرت الشركة في عمليات التنقيب حتى عام 2011، عندما توقفت الأنشطة بسبب الأحداث الليبية.

مشاريع الطاقة الكهربائية

أبدت روسيا اهتماما بتطوير قطاع الطاقة الكهربائية في ليبيا. في عام 2010، أعلنت الشركة الروسية تيكنوبروم اكسبورت (Technopromexport) عن توقيعها عقداً لإنشاء محطة توليد كهرباء في ليبيا بقدرة 600 ميغاواط، ولكن لم يتم تنفيذ المشروع بشكل كامل بسبب الاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد 2011.

و في السنوات الأخيرة، بعد هدوء نسبي في الصراع الليبي، بدأت روسيا محادثات مع الحكومة الليبية لاستئناف مشاريع الطاقة. في عام 2018، زار وفد روسي ليبيا لبحث إعادة إطلاق التعاون في مجالات النفط والطاقة.

وتستمر روسيا في التفاوض مع الحكومة الليبية لاستئناف مشاريعها القديمة وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الطاقة، حيث تطمح الشركات الروسية للعب دور رئيسي في إعادة إعمار ليبيا وخاصة في قطاع الطاقة، الذي يعد حيوياً للاقتصاد الليبي.

وكما تقدم الشركات الروسية، بما في ذلك “غازبروم” و”روسنيفت”، دعماً في تطوير وصيانة البنية التحتية للطاقة في ليبيا، بما في ذلك مرافق الإنتاج والنقل.

الجزائر: تعاون استراتيجي في النفط والغاز والطاقة النووية

وأما في الجزائر، لدى روسيا شراكة إستراتيجية قوية مع الجزائر في قطاع الطاقة، حيث تشارك شركات الطاقة الروسية الكبرى في مجموعة متنوعة من المشاريع المتعلقة بالنفط والغاز، حيث تهدف هذه الشراكات إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الاستكشاف، الإنتاج، وتطوير البنية التحتية للطاقة، فيما يلي تفاصيل عن أبرز مشاريع الطاقة التي تدعمها روسيا في الجزائر:

مشاريع التنقيب عن الغاز والطاقة النووية

تشارك شركة “غازبروم” في عدة مشاريع للتنقيب عن الغاز في الجزائر، خصوصاً في مناطق الصحراء الكبرى، حيث تشمل هذه المشاريع الاستكشافات الجيولوجية والمسوحات الزلزالية لتحديد الاحتياطيات.

وتعمل الشركة أيضاً في تطوير حقول الغاز، مثل حقل “حاسي الرمل”، وهو واحد من أكبر الحقول الغازية في الجزائرـ وكما تبدي الشركة اهتماماً كبيراً بتطوير مشاريع الغاز الطبيعي المسال في الجزائر والتي تتضمن بناء مرافق جديدة للإنتاج والتخزين، مما يسهم في زيادة قدرة الجزائر على تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

وكما تشارك شركة “لوك أويل” الروسية في مشاريع التنقيب عن النفط والغاز في الجزائر، حيث تعمل الشركة في عدة مناطق داخل البلاد، وخاصة في المناطق البرية، حيث تسعى لاكتشاف احتياطيات جديدة وتطوير الحقول القائمة.

وأما المشروع الأهم التي تعمل على دعمه روسيا في الجزائر، هو مشروع الطاقة النووية، حيث وقعت  الجزائر وروسي اتفاقيات تعاون لتطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية، حيث تعمل شركة “روساتوم” للطاقة المتجددة على نقل التكنولوجيا وتقديم الخبرات اللازمة للجزائر لتطوير مشاريع الطاقة النووية، سواء للاستخدام في توليد الكهرباء أو في التطبيقات الصناعية الأخرى.

مصر: محطة الضبعة النووية محور رئيسي في التعاون الروسي المصري

وإلى مصر، المشروع الأضخم التي تدعم فيه روسيا القاهرة للنهوض في تطوير الطاقة، حيث يعتبر مشروع  الضبعة النووي الأبرز في التعاون بين روسيا ومصر،  حيث تقوم شركة “روساتوم” الروسية ببناء محطة الطاقة النووية في الضبعة بقدرة 4800 ميغاواط، حيث يمثل هذا المشروع يمثل جزءاً من إستراتيجية مصر لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وبدأ المشروع في عام 2015، حيث وقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقية لإنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية. تشمل الاتفاقية تمويل المشروع من قبل روسيا وتوفير التكنولوجيا النووية الحديثة. تقوم شركة “روس آتوم” الروسية بتنفيذ المشروع.

وتضم المحطة أربعة مفاعلات نووية، قدرة كل منها تصل إلى 1200 ميغاواط، مما يجعل إجمالي القدرة الإنتاجية للمحطة 4800 ميغاواط، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التشغيل التجاري للمفاعل الأول بحلول عام 2026، على أن يتم تشغيل المفاعلات الثلاثة الأخرى تباعاً حتى عام 2028.

وتهدف روسيا إلى دعم مصر في هذا المشروع لأسباب عدة وأهمها مساعدة مصر على تنويع مصادر الطاقة بعيداً عن الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري (الغاز الطبيعي والنفط)، مما يقلل من مخاطر تقلبات أسعار الوقود وتوافره، ومما سيوفر لمصر مصدراً مستداماً للطاقة الكهربائية، مما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بسبب النمو السكاني والتوسع الصناعي.

وتقدم روسيا تمويلاً كبيراً للمشروع، حيث يغطي قرض روسي طويل الأجل حوالي 85% من تكلفة المشروع الإجمالية، التي تُقدَّر بحوالي 30 مليار دولار. القرض سيتم سداده على مدى 22 عاماً بفائدة ميسرة.

مفاوضات روسية جارية في تونس ومالي

وأما في تونس ومالي، هناك مفاوضات جارية بين روسيا والبلدين لتحديد فرص الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، مع التركيز على بناء محطات جديدة للطاقة الشمسية.

بحسب البيانات المتاحة حتى الآن، فإن المشروع يسير وفقًا للجدول الزمني المخطط له. تُجرى حالياً الأعمال الإنشائية والتحضيرية، مع مراقبة دورية من الهيئات المحلية والدولية لضمان السلامة والالتزام بالمعايير البيئية.

روسيا توسع نفوذها الطاقي في إفريقيا: مشاريع شاملة في زامبيا وزيمبابوي وموزمبيق

تعود العلاقات بين روسيا وزيمبابوي إلى فترة الاتحاد السوفيتي، حيث دعمت موسكو حركات التحرير في جنوب إفريقيا بما في ذلك في زيمبابوي. بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي، استمرت روسيا في تطوير علاقاتها مع زيمبابوي على أسس التعاون الاقتصادي والاستثماري.

وتشارك في عدة مشاريع للطاقة في زيمبابوي، والتي تشمل الطاقة النووية، الفحم، وتطوير المعادن التي يمكن استخدامها في إنتاج الطاقة.

و في سبتمبر 2021، وقعت زيمبابوي وروسيا مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية. الهدف من هذه الاتفاقية هو استكشاف إمكانية بناء محطة للطاقة النووية في زيمبابوي باستخدام التكنولوجيا الروسية. كما تشمل الاتفاقية التعاون في مجال البحث والتطوير والتدريب وبناء القدرات في المجال النووي.

وتسعى زيمبابوي من خلال هذا المشروع إلى تنويع مصادر الطاقة الخاصة بها وتقليل الاعتماد على الفحم، الذي يمثل النسبة الأكبر من إنتاج الكهرباء في البلاد. روسيا بدورها تسعى إلى تعزيز دعمها لدول إفريقيا من خلال دعم المشاريع الإستراتيجية في القارة.

مشاريع الفحم:

مشروع “جيكابا” للفحم: روسيا شاركت أيضًا في تطوير مشروع “جيكابا” للفحم، الذي يعتبر من أكبر مناجم الفحم في زيمبابوي. يتم استخدام الفحم المنتج من هذا المشروع في توليد الكهرباء وفي صناعة المعادن.

وساهمت الشركات الروسية في تطوير البنية التحتية لهذا المشروع، بما في ذلك بناء محطة كهرباء تعمل بالفحم.

التعدين واستخراج المعادن النادرة:

بالإضافة إلى مشاريع الطاقة التقليدية، هناك تعاون بين روسيا وزيمبابوي في مجال التعدين، خاصة في استخراج المعادن النادرة التي تستخدم في صناعات الطاقة المتجددة مثل الليثيوم والبلاتين.

وتعمل شركات روسية مثل “روساتوم” و”روسجيولوجيا” في استكشاف وتطوير هذه الموارد، مع التزام بنقل التكنولوجيا وتدريب العاملين المحليين.

وفي زامبيا : بناء مفاعل نووي للبحث العلمي

في يونيو 2016، وقعت روسيا وزامبيا مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة النووية. وقع الاتفاق بين شركة “روساتوم” الروسية وهيئة الطاقة الذرية الزامبية (ZAEC). تهدف المذكرة إلى تطوير البنية التحتية للطاقة النووية في زامبيا.

و يشمل التعاون تطوير القدرات النووية في زامبيا، سواء لأغراض توليد الكهرباء أو لأغراض غير طاقة (مثل الاستخدامات الطبية والصناعية). يهدف المشروع إلى دعم التنمية الاقتصادية في زامبيا من خلال توفير مصدر طاقة مستدام ومتين.

وضمن هذا التعاون، تم الاتفاق على إنشاء مركز نووي متكامل في زامبيا. يهدف المركز إلى تدريب الكوادر المحلية على استخدام التكنولوجيا النووية، بالإضافة إلى تطبيقات البحث العلمي في الزراعة والصناعة والطب.

ويعتبر بناء مفاعل نووي للبحث العلمي واحدة من أهم أجزاء المشروع هو بناء مفاعل نووي صغير للأبحاث في زامبيا. هذا المفاعل سيكون جزءاً من المركز النووي المتكامل، ويستخدم لأغراض تعليمية وبحثية.

و في عام 2018، تم توقيع اتفاقية بين “روساتوم” وحكومة زامبيا لبناء مركز العلوم والتكنولوجيا النووية، والذي سيشمل مفاعلاً نووياً للأبحاث. كما تم التخطيط لبناء مختبرات للبحوث والتطوير في المركز.

2. التنقيب عن اليورانيوم واستخراج المعادن

إلى جانب تطوير القدرات النووية، هناك اهتمام روسي بالتعاون مع زامبيا في مجال التنقيب عن اليورانيوم والمعادن النادرة. يعتبر اليورانيوم مكوناً أساسياً في صناعة الوقود النووي، وزامبيا تمتلك احتياطيات من هذا المعدن.

وشاركت شركات روسية في مشاريع التنقيب عن اليورانيوم في زامبيا، بهدف دعم صناعة الطاقة النووية وتطوير صناعة التعدين في زامبيا.

3. مشاريع الطاقة الكهرومائية

رغم أن معظم التعاون بين روسيا وزامبيا يتركز في الطاقة النووية، هناك اهتمام بتطوير مشاريع الطاقة الكهرومائية في زامبيا نظرًا لأن البلاد تمتلك موارد مائية غنية.

وأبدت روسيا اهتماماً بالمشاركة في مشاريع الطاقة الكهرومائية، خصوصاً في ظل اهتمام زامبيا بتنويع مصادر الطاقة لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الكهرباء.

4. تطوير البنية التحتية للطاقة

جزء مهم من التعاون بين روسيا وزامبيا هو نقل التكنولوجيا والمعرفة. يتم تدريب الكوادر الزامبية في روسيا، بالإضافة إلى إرسال خبراء روسيين إلى زامبيا لتقديم الدعم الفني والمشورة في تطوير مشاريع الطاقة.

وإلى جانب الطاقة النووية، هناك تركيز على تعزيز الطاقة المستدامة في زامبيا، بما في ذلك الاستفادة من الإمكانات الهائلة للطاقة الشمسية والرياح.

و بدأت بالفعل خطوات تنفيذية في مشاريع الطاقة النووية، مثل إنشاء المركز النووي المتكامل وبناء مفاعل البحث العلمي. يجري أيضًا تدريب الكوادر الزامبية بالتعاون مع روسيا.

ومن المتوقع أن يعزز هذا التعاون بشكل كبير قطاع الطاقة في زامبيا، مما سيسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل جديدة. كما أن المشاريع الناجحة قد تكون نموذجًا للتعاون الروسي مع دول أخرى في إفريقيا.

موزمبيق: مشاريع روسية لتطوير الحقول البحرية

من أكبر الشركات الروسية التي استثمرت في قطاع الغاز الطبيعي في موزمبيق هي “غازبروم” و”روسنفت”. شاركت هذه الشركات في التنقيب وتطوير حقول الغاز في حوض “روفوما”، والذي يحتوي على بعض أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي غير المستغلة في العالم.

ويعد مشروع “روفوما” من أبرز مشاريع الغاز الطبيعي في موزمبيق، حيث تعمل “غازبروم” بالتعاون مع شركات أخرى مثل “إيني” الإيطالية و”إكسون موبيل” الأمريكية على تطوير الحقول البحرية في هذه المنطقة.

إنتاج الغاز المسال:

وتتضمن المشاريع الروسية إنشاء مرافق لإنتاج الغاز الطبيعي المسال (LNG) في موزمبيق. يتم تصدير جزء كبير من هذا الغاز إلى الأسواق الدولية، مما يجعل موزمبيق أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الغاز العالمي.

و من التحديات التي تواجه هذه المشاريع هي القضايا الأمنية، خاصة في مناطق شمال موزمبيق التي شهدت اضطرابات بسبب نشاط الجماعات المسلحة.

التعاون في الطاقة النووية:

في عام 2018، وقعت روسيا وموزمبيق مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة النووية. تشمل هذه المذكرة استكشاف إمكانية بناء مفاعل نووي في موزمبيق لأغراض توليد الطاقة وتطوير استخدامات التكنولوجيا النووية في الزراعة والصناعة والصحة.

وكجزء من التعاون، توفر روسيا تدريباً للكوادر الموزمبيقية في مجال الطاقة النووية. وهذا يشمل إرسال طلاب وخبراء موزمبيقيين للتدريب في روسيا.

مشاريع الفحم والطاقة الكهرومائية

تشارك روسيا في مشاريع تعدين الفحم في موزمبيق من خلال شركة “روسال”، التي تعمل في استكشاف وتطوير مناجم الفحم. الفحم المنتج يتم استخدامه في محطات توليد الكهرباء وفي الصناعات الثقيلة.

وبالإضافة إلى تعدين الفحم، تسعى روسيا لتطوير محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم في موزمبيق.

الطاقة الكهرومائية:

وإلى جانب الاستثمار في الطاقة التقليدية مثل الفحم، هناك اهتمام روسي بمشاريع الطاقة الكهرومائية في موزمبيق، نظراً للموارد المائية الكبيرة في البلاد. يجري حالياً استكشاف الفرص لبناء محطات طاقة كهرومائية بالتعاون مع الشركات الروسية.

وأن تطوير مشاريع الطاقة الكبيرة يتطلب بنية تحتية متطورة، حيث تشارك روسيا في إنشاء هذه البنية، بما في ذلك خطوط الأنابيب، ومرافق التخزين، ومحطات المعالجة.

وتواجه بعض المشاريع الروسية في موزمبيق تحديات بسبب الأوضاع الأمنية، خاصة في مناطق شمال البلاد التي تعاني من عدم الاستقرار.

الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية

مشاريع الغاز الطبيعي المسال هي الأكثر تقدما، مع بدء الإنتاج في بعض الحقول البحرية وتصدير الغاز إلى الأسواق الدولية، في حين أن مشاريع الفحم والطاقة الكهرومائية لا تزال في مراحل الاستكشاف أو التطوير المبكرة.

ومن المتوقع أن يعزز هذا التعاون بشكل كبير قطاع الطاقة في موزمبيق، مما يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل. كما أن نجاح هذه المشاريع قد يشجع المزيد من الاستثمارات الروسية في قطاعات أخرى من الاقتصاد الموزمبيقي.

غينيا: تعاون ودعم روسي مثمر

1. مشاريع التعدين والطاقة في قطاع البوكسيت

تعتبر شركة “روسال” الروسية، واحدة من أكبر شركات الألمونيوم في العالم، ولديها استثمارات كبيرة في قطاع التعدين في غينيا، وخاصة في مناجم البوكسيت، حيث تمتلك غينيا أحد أكبر احتياطيات البوكسيت في العالم، وهو خام أساسي في إنتاج الألمونيوم.

وأحد أكبر مشاريع “روسال” في غينيا هو مشروع “فرانيا” للبوكسيت، الذي يهدف إلى استخراج خام البوكسيت وتطوير قدرات المعالجة محلياً. هذا المشروع لا يقتصر على التعدين فقط، بل يشمل أيضاً إنتاج الطاقة لتلبية احتياجات عمليات الاستخراج والمعالجة.

وأما منجم “ديان-ديان” هو مشروع رئيسي آخر لشركة “روسال” في غينيا. يحتوي هذا المنجم على احتياطيات كبيرة من البوكسيت، وتعمل “روسال” على تطويره لتلبية احتياجات صناعة الألمونيوم الروسية والدولية. يشمل المشروع أيضاً تطوير البنية التحتية اللازمة، بما في ذلك محطات توليد الطاقة لدعم عمليات الاستخراج.

2. مشاريع الطاقة الهيدروكهربائية

تشارك روسيا في تطوير مشاريع الطاقة الكهرومائية في غينيا، حيث تجري محادثات مع الحكومة الغينية حول بناء سدود ومحطات لتوليد الطاقة الكهرومائية، ويعتبر مشروع “سوكوتا” هو أحد المشاريع المقترحة، ويهدف إلى استغلال الإمكانات الهيدروكهربائية في البلاد.

وتهدف المشاريع الروسية إلى زيادة القدرة الإنتاجية للكهرباء في غينيا من خلال استغلال مواردها المائية الغنية، مما يعزز من قدرات البلاد على تلبية احتياجاتها من الطاقة وتصدير الفائض إلى الدول المجاورة.

وكما تسهم روسيا أيضاً في تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم مشاريع الطاقة، بما في ذلك خطوط النقل، ومحطات الطاقة، والبنية التحتية اللوجستية.

ومن المتوقع أن يستمر التعاون بين روسيا وغينيا في التوسع، مع استكشاف فرص جديدة في قطاعات الطاقة المتجددة والطاقة النووية، مما سيسهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق الفوائد الاقتصادية لكلا البلدين.

 توسع روسي في مشاريع الطاقة في إفريقيا جنوب الصحراء

تتمتع كل من روسيا وجنوب إفريقيا بعلاقات قوية في مجالات متعددة، بما في ذلك الطاقة، حيث تعتبر روسيا جنوب إفريقيا شريكاً استراتيجيا في القارة الإفريقية، وخاصة في قطاع الطاقة، حيث تعمل على تنفيذ مشاريع متنوعة تشمل الطاقة النووية والفحم والغاز.

  1. مشروع الطاقة النووية

في سبتمبر 2014، وقعت روسيا وجنوب إفريقيا مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية. تم توقيع هذه الاتفاقية بين شركة “روساتوم” الروسية ووزارة الطاقة الجنوب إفريقية، بهدف بناء محطات للطاقة النووية في جنوب إفريقيا بقدرة تصل إلى 9.6 جيجاواط.

وكان الهدف الرئيسي تطوير محطات نووية لتوليد الكهرباء، مما يعزز القدرة الإنتاجية للطاقة في جنوب إفريقيا ويقلل من اعتماد البلاد على الفحم. كما شملت المذكرة التعاون في مجال التعليم والتدريب لتطوير الكوادر المحلية في جنوب إفريقيا.

وفي عام 2017، ألغت محكمة عليا في جنوب إفريقيا اتفاقية 2014 بناءً على طعن قضائي يتعلق بالشفافية وعدم الاستيفاء للشروط القانونية المطلوبة. أُعلن أن الاتفاقية لم يتم عرضها بشكل صحيح على البرلمان الجنوب إفريقي ولم تستوفِ المتطلبات القانونية للموافقة عليها.

و رغم إلغاء الاتفاقية، استمر الحوار بين البلدين حول التعاون النووي. “روساتوم” ظلت مهتمة بتطوير مشاريع نووية في جنوب إفريقيا، وفي 2021، أعلنت عن استعدادها للمساهمة في تطوير البنية التحتية النووية إذا رغبت جنوب إفريقيا في ذلك.

2. مشاريع الفحم والطاقة التقليدية

تعتمد جنوب إفريقيا بشكل كبير على الفحم لتوليد الكهرباء، وروسيا تعتبر من الدول الرائدة في صناعة الفحم. هناك تعاون بين الشركات الروسية والجنوب إفريقية في هذا القطاع، يشمل تبادل التكنولوجيا والخبرات.

3. مشاريع الغاز الطبيعي

كانت هناك محادثات بين روسيا وجنوب إفريقيا حول تطوير موارد الغاز الطبيعي، حيث تعتبر جنوب إفريقيا من الدول التي تسعى لتنويع مصادر الطاقة والاعتماد بشكل أكبر على الغاز.

وأبدت روسيا عبر شركاتها مثل “غازبروم” اهتماماً بتطوير مشاريع الغاز الطبيعي المسال (LNG) في جنوب إفريقيا، بما في ذلك بناء محطات لاستيراد وتصدير الغاز المسال.

باختصار، فإن التعاون الروسي الجنوب إفريقي في مجال الطاقة متنوع ويتضمن العديد من المجالات مثل الطاقة النووية والفحم والغاز، رغم التحديات التي واجهت بعض المشاريع الكبرى، خاصة في الطاقة النووية.

إثيوبيا: تطوير الاستخدام السلمي للطاقة النووية

التعاون بين روسيا وإثيوبيا في مجال الطاقة لم يكن واسع النطاق كما هو الحال مع بعض الدول الإفريقية الأخرى، ولكن هناك بعض المبادرات والتطورات التي تبرز في هذا السياق، خاصة في السنوات الأخيرة.

1. مشاريع الطاقة النووية

في أكتوبر 2019، خلال القمة الروسية-الإفريقية الأولى التي عُقدت في سوتشي، وقعت روسيا وإثيوبيا مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة النووية. وقع الاتفاقية كل من “روساتوم”، الوكالة الروسية للطاقة النووية، وممثلين عن الحكومة الإثيوبية.

و تهدف الاتفاقية إلى تطوير الاستخدام السلمي للطاقة النووية في إثيوبيا. تشمل مجالات التعاون المحتملة بناء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى تطوير التطبيقات الطبية والزراعية للتكنولوجيا النووية.

2. التعاون في مجال الطاقة الكهرومائية

تمتلك إثيوبيا موارد مائية كبيرة، وهي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الكهرومائية. روسيا أبدت اهتماماً بتطوير مشاريع مشتركة في هذا المجال، خصوصاً في سياق توفير التكنولوجيا والخبرة في بناء وصيانة محطات الطاقة الكهرومائية.

رغم أن روسيا ليست شريكا رئيسيا في مشروع سد النهضة الإثيوبي، إلا أنها كانت تقدم دعماً فنيا وتكنولوجياً لبعض المشاريع الكهرومائية الأخرى في البلاد. ومع ذلك، لم يتم الإعلان عن تفاصيل محددة لمشاركة روسية في سد النهضة.

3. مشاريع النفط والغاز

في السنوات الأخيرة، تم الحديث عن إمكانية التعاون بين روسيا وإثيوبيا في استكشاف وتطوير موارد النفط والغاز في البلاد. رغم أن إثيوبيا ليست منتجاً رئيسياً للنفط، إلا أن هناك اهتماماً روسياً باستكشاف الفرص المحتملة.

و أبدت شركة “غازبروم” الروسية اهتماماً بالاستثمار في قطاع الغاز في إثيوبيا، بما في ذلك تطوير البنية التحتية اللازمة لاستخراج الغاز الطبيعي ونقله. ومع ذلك، لم يتم الإعلان عن مشاريع كبيرة حتى الآن في هذا المجال.

والتعاون بين روسيا وإثيوبيا في قطاع الطاقة لا يزال في مراحله الأولى، مع التركيز بشكل خاص على الطاقة النووية.

أوغندا: مشاريع روسية لاستكشاف النفط والغاز

روسيا وأوغندا تعملان على تعزيز علاقاتهما في مجالات متعددة، بما في ذلك قطاع الطاقة. خلال السنوات الأخيرة، شهدت العلاقة بين البلدين تطوراً، مع التركيز على التعاون في مجالات النفط، الغاز، والطاقة النووية.

1. التعاون في قطاع النفط والغاز

في سبتمبر 2019، خلال منتدى الأعمال الروسي-الأفريقي الذي عُقد في موسكو، وقعت أوغندا وروسيا مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال النفط والغاز. هذه المذكرة تم توقيعها بين الحكومة الأوغندية و”روس جيو”، وهي شركة روسية تعمل في مجال الجيولوجيا واستكشاف النفط.

و تضمنت المذكرة استكشاف وتطوير حقول النفط والغاز في أوغندا، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتكنولوجيا. تسعى أوغندا إلى تطوير قطاع النفط لديها، وخاصة مع اكتشاف احتياطيات كبيرة من النفط في منطقة ألبرتين جريبين.

ومن ضمن المبادرات التي نوقشت كان تطوير مصفاة نفط في أوغندا، حيث أبدت الشركات الروسية اهتمامًا بالمشاركة في بناء وتشغيل المصفاة. هذا المشروع كان جزءاً من خطة أوغندا لتعزيز إنتاج النفط المحلي وتقليل الاعتماد على استيراد الوقود.

وتعاونت روسيا مع أوغندا أيضاً في مناقشة إمكانية تطوير خطوط أنابيب لنقل النفط والغاز، ما يعزز من قدرة أوغندا على تصدير منتجاتها النفطية إلى الأسواق الدولية.

2. مشاريع الطاقة النووية

في يونيو 2017، وقعت أوغندا وروسيا مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الطاقة النووية. تم توقيع الاتفاقية بين شركة “روساتوم” الروسية ووزارة الطاقة والتنمية المعدنية الأوغندية.

و تهدف هذه المذكرة إلى استكشاف إمكانيات تطوير الطاقة النووية في أوغندا للاستخدامات السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء، الرعاية الصحية، والزراعة. يشمل التعاون أيضاً بناء القدرات البشرية من خلال تدريب المهندسين والفنيين الأوغنديين في روسيا.

أنغولا: استثمارات منذ التسعينيات

روسيا وأنغولا تتمتعان بعلاقات قوية ومتنامية، خاصة في مجال الطاقة. روسيا استثمرت في عدة مشاريع للطاقة في أنغولا، وركزت جهودها بشكل رئيسي على قطاع النفط والغاز، بالإضافة إلى مجالات أخرى مثل الطاقة النووية.

  1. مشاريع النفط والغاز

بدأت شركة “لوك أويل” الروسية، واحدة من أكبر شركات النفط في روسيا، استثماراتها في أنغولا في التسعينيات. كان التركيز على تطوير احتياطيات النفط في البحر، حيث تمتلك الشركة حقوق الاستكشاف والإنتاج في عدة مناطق.

و في عام 2002، استحوذت “لوك أويل” على حصة في الحقل البحري “كابولا” (Cabo), الذي يعتبر من الحقول الكبيرة المنتجة للنفط في أنغولا.

و في عام 2010، أعلنت “لوك أويل” عن خطط لتوسيع عملياتها في أنغولا، بما في ذلك تطوير مشاريع جديدة في البحر وتحسين البنية التحتية. استثمرت الشركة في مشاريع لتحديث وتوسيع قدرات الإنتاج في الحقول البحرية.

وعلى مدار العقدين الماضيين، استمرت “لوك أويل” في توسيع عملياتها وتعزيز استثماراتها في أنغولا، مما ساهم في زيادة الإنتاج النفطي وتطوير قطاع الطاقة في البلاد.

2. مشاريع الطاقة النووية

في أكتوبر 2019، خلال منتدى روسيا-إفريقيا الذي عُقد في سوتشي، وقعت روسيا وأنغولا مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية. وقع الاتفاقية كل من “روساتوم” الروسية ووزارة الطاقة الأنجولية.

وتهدف الاتفاقية إلى استكشاف إمكانية تطوير الطاقة النووية في أنغولا للاستخدامات السلمية مثل توليد الكهرباء والرعاية الصحية. تشمل الاتفاقية بناء مفاعلات نووية صغيرة وتطوير البنية التحتية اللازمة لذلك.

  1. مشاريع الطاقة المتجددة

وبدأت روسيا في السنوات الأخيرة في استكشاف فرص التعاون في مجال الطاقة المتجددة مع أنغولا. كانت هناك محادثات حول تطوير مشاريع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح كجزء من إستراتيجية أنغولا للتنويع في مصادر الطاقة.

وعلى الرغم من أن المشاريع المتجددة لم تبدأ بعد، إلا أن هناك اهتماما من الشركات الروسية بالاستثمار في هذا القطاع لتعزيز الطاقة النظيفة في أنغولا.

ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من الاستثمارات الروسية في أنغولا، خاصة في مشاريع الطاقة النووية والطاقة المتجددة. تعكس العلاقات القوية بين البلدين رغبة مشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير قطاع الطاقة في أنغولا.

مشاريع موسكو للطاقة شمال السودان

تعمل روسيا على تطوير عدة مشاريع للطاقة في شمال السودان، ومن أبرزها مشروع بناء محطة طاقة نووية، حيث وقعت السودان وروسيا في ديسمبر 2017، اتفاقية لبناء أول محطة نووية في البلاد لتوليد الكهرباء، بهدف دعم أمن الطاقة في السودان.

ومن المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير طويل الأمد على العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تضمن المشروع دراسة جدوى لاختيار الموقع وتحديد المعايير الأساسية للبناء، وكان من المخطط أن يبدأ التنفيذ خلال عام ونصف من توقيع العقد، على أن يتم استكمال المشروع بحلول عام 2030 بهدف إنتاج 5000 ميغاواط من الكهرباء.

علاوة على ذلك، تعمل روسيا على تعزيز تعاونها مع السودان في مجالات أخرى مثل التعدين، حيث تنشط الشركات الروسية في قطاع الذهب وتعمل بشكل وثيق مع جهات محلية.

تحديات كبيرة تواجه تنفيذ مشاريع الطاقة في الكونغو

شاركت روسيا في عدد من مشاريع الطاقة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (DRC) مع تركيزها الرئيسي على قطاع الطاقة الهيدروليكية والتعدين.

1. مشروع الطاقة الهيدروليكية في إنغا:

في عام 2019، وقعت روسيا اتفاقية مع الكونغو الديمقراطية لدعم تطوير مشاريع الطاقة الهيدروليكية، بما في ذلك سد إنغا الثالث (Inga III)، وهو جزء من مشروع إنغا للطاقة المائية العملاق.

ويُعتبر سد إنغا الثالث مشروعاً رئيسياً يهدف إلى توليد حوالي 11,000 ميغاواط من الكهرباء. يُفترض أن يكون جزءاً من شبكة كهرباء إقليمية تهدف إلى تزويد الطاقة لعدد من الدول الإفريقية.

2. التعدين وإنتاج الطاقة:

دخلت روسيا من خلال شركات مثل نوريلسك نيكل وغيرها في شراكات مع الكونغو الديمقراطية لاستغلال موارد المعادن الغنية في البلاد، مثل الكوبالت والنحاس التي تعتبر أساسية في تصنيع البطاريات وتكنولوجيا الطاقة المتجددة.

وبالرغم من هذه الخطط، هناك تحديات كبيرة تواجه تنفيذ هذه المشاريع، مثل عدم الاستقرار السياسي، البنية التحتية الضعيفة، وتحديات التمويل.

روسيا تسعى لتطوير البنى التحتية في تنزانيا لدعم مشاريع الطاقة

تسعى روسيا ت لتعزيز علاقاتها في قطاع الطاقة في تنزانيا من خلال عدد من المشاريع الرئيسية، مع التركيز على مجالات الطاقة النووية والطاقة الهيدروليكية.

1. التعاون في مجال الطاقة النووية:

في عام 2015، وقعت روسيا وتنزانيا مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. هذا الاتفاق وقع بين شركة “روساتوم” الروسية للطاقة النووية والحكومة التنزانية.

وتشمل هذه الشراكة تطوير البنية التحتية للطاقة النووية في تنزانيا، مثل بناء مراكز التدريب والتطوير التكنولوجي وبحث إمكانية إنشاء محطات نووية لتوليد الكهرباء.

2. مشاريع الطاقة الهيدروليكية:

أبدت روسيا اهتمامها بتطوير مشاريع الطاقة الهيدروليكية في تنزانيا، حيث جرى في عام 2017 مناقشة التعاون في هذا المجال خلال الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الروس والتنزانيين.

وتشمل هذه المشاريع تطوير السدود ومحطات توليد الكهرباء من الطاقة المائية والتي تهدف إلى زيادة إنتاج الكهرباء في تنزانيا وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد.

ورغم هذه الجهود، تواجه روسيا تحديات في تنفيذ هذه المشاريع بسبب التعقيدات المالية، القضايا البيروقراطية، والبنية التحتية غير المتطورة في بعض المناطق من تنزانيا.

 

ختاماً، يمكن القول إن دعم روسيا لمشاريع الطاقة في قارة إفريقيا يأتي كجزء من إستراتيجيتها الواسعة لتعزيز نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي في المنطقة. من خلال الاستثمارات في قطاع الطاقة، سواء في النفط والغاز أو الطاقة المتجددة، تسعى روسيا إلى تنويع شراكاتها الاقتصادية، وتعزيز وجودها في أسواق الطاقة الأفريقية المتنامية.

والجهود الروسية ليست مجرد استثمارات تجارية فحسب، بل تعكس أهدافًا إستراتيجية أعمق تتمثل في المساهمة في تطوير بنية تحتية للطاقة تساعد دول شمال إفريقيا على تحقيق أهدافها التنموية.

في هذا السياق، فإن أهداف روسيا تشمل دعم الاستقرار الإقليمي من خلال توفير مصادر طاقة مستدامة، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات المحلية. هذا النهج يمكن أن يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية، ويفتح الباب لمزيد من التعاون في مجالات أخرى مثل التجارة، والأمن، والتكنولوجيا.

 

قمة لقادة تونس والجزائر وليبيا تطلق مبادرة لتأسيس تكتل مغاربي جديد

اقرأ المزيد