موقع “إنرجي كابيتال آند باور” الأمريكي أشاد بمجموعة من المشاريع الاستراتيجية التي يجري تنفيذها حالياً في ليبيا بهدف تعزيز إمدادات الغاز الطبيعي المحلية، وزيادة قدرات التصدير نحو السوق الأوروبية.
وأوضح الموقع في تقرير نُشر الجمعة أن هذه المشاريع تشمل تطوير بنية تحتية متكاملة في حقول بحرية ومصافي الغاز وأنظمة تحويله إلى طاقة، وهو ما يعزز مكانة ليبيا كمورد رئيسي للطاقة في منطقة شمال إفريقيا.
وسلّط التقرير الضوء على خمسة مشاريع رئيسية يجري العمل عليها لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي، أولها مشروع صبراتة لضغط الغاز، الهادف إلى تطوير إنتاج الغاز البحري من حقل بحر السلام ورفع كفاءته.
وأما المشروع الثاني فهو تطوير الغاز في هياكل (A&E) بتكلفة تصل إلى ثمانية مليارات دولار، ويُعد أول مشروع رئيسي لتطوير الغاز البحري في ليبيا منذ قرابة عقدين، وتديره شركة مليتة للنفط والغاز، وهي شراكة بين شركة “إيني” الإيطالية والمؤسسة الوطنية للنفط.
ويشمل المشروع تطوير حقلين بحريين ضمن المنطقة التعاقدية (D)، إذ يقع هيكل “A” على بعد 80 كيلومتراً من الساحل في عمق يصل إلى 105 أمتار، بينما يمتد هيكل “E” إلى مسافة 130 كيلومتراً في مياه عمقها 235 متراً. وسيضم المشروع منصتين ثابتتين و31 بئراً بحرياً، بهدف إنتاج 750 مليون قدم مكعب قياسي يومياً بدءاً من 2026، مع معالجة الغاز في مجمع مليتة وإقامة منشأة متخصصة لالتقاط وتخزين الكربون.
وقد حصلت شركة “سايبم” الإيطالية على التأهيل المسبق لأعمال الهندسة والتوريد والبناء والتشغيل، في مؤشر على تقدم ملموس في سلسلة التوريد.
ويتضمن المشروع الثالث تطوير حقل البوري البحري للغاز بتكلفة تقدر بمليار دولار، وتديره أيضاً شركة مليتة للنفط والغاز، وبموجب عقد وقع عام 2023، ستورد “سايبم” وحدة لاستخلاص الغاز بسعة 5 آلاف طن إلى منصة “DP4″، ومد خطوط أنابيب بطول 28 كيلومتراً لربط منصات “DP3″ و”DP4” بمحطة صبراتة.
وقد اختيرت شركتا “إيه بي إل غروب” و”إس بي إس للهندسة” للإشراف على تصميم الأنابيب ونقل المعدات البحرية وتركيبها، ومن المقرر تشغيل المشروع في عام 2026.
وأما المشروع الرابع فهو مصفاة الجنوب الواقعة قرب مدينة أوباري، وتستهدف إنتاج أنواع متعددة من الوقود مثل غاز البترول المسال والبروبان والبيوتان والبنزين والديزل والكيروسين. وتأتي المصفاة ضمن جهود تعزيز الاكتفاء الذاتي من الوقود وتوفير التنمية في جنوب ليبيا.
وستشارك شركة “هانيويل يو أو بي” في أعمال الهندسة والإنشاء، فيما تعمل الشركة العامة للكهرباء على دراسة ربط المصفاة بخط غاز أوباري لضمان إمدادها بالطاقة.
وأما المشروع الخامس والأخير فيتعلق باستغلال الغاز المصاحب المنتج من حقلي مسلة والسرير النفطيين لتوليد الكهرباء، وأعلنت شركة الخليج العربي للنفط “أجوكو” عن المشروع في مايو الماضي، مؤكدة أنه يهدف إلى خفض الانبعاثات الضارة وتحسين استغلال موارد الغاز بدلاً من حرقها، كما سيوفر المشروع الطاقة اللازمة لمنشآت “أجوكو” ومرافق النهر الصناعي العظيم، ما يسهم في رفع كفاءة الطاقة وتحقيق أثر بيئي إيجابي.
ويعكس هذا التوجه، وفق التقرير الأمريكي، التزام ليبيا بتنفيذ رؤية استراتيجية طويلة الأمد للاستثمار في الطاقة النظيفة والموثوقة، وتلبية الطلبين المحلي والدولي، بما يعزز الاقتصاد الوطني ويخفض البصمة الكربونية.
ليبيا..الدبيبة يجتمع مع رئيس المخابرات التركية