تسادكان قبرتسائيل، نائب حاكم إقليم تيغراي الإثيوبي، يحذر من اقتراب اندلاع حرب بين إثيوبيا وإريتريا، مشيراً إلى أن الاستعدادات العسكرية بلغت مراحلها النهائية، وأن النزاع قد يمتد إلى السودان ويؤثر على استقرار البحر الأحمر.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، أوضح تسادكان الذي شغل سابقاً منصب رئيس أركان الجيش الإثيوبي، أن تيغراي تسعى لتجنب الحرب، لكن التوتر المتصاعد والتدهور الحاد في العلاقات بين أديس أبابا وأسمرا منذ توقيع اتفاقية بريتوريا يزيد من احتمالات المواجهة.
وأشار تسادكان إلى أن الحكومة الإريترية تتبع سياسة توسعية عدوانية، وتسعى لاستغلال الدول المجاورة، وعلى رأسها إثيوبيا والسودان، لتعزيز نفوذها الإقليمي، مؤكداً أن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي يرى في تيغراي العقبة الرئيسية أمام طموحاته.
وأضاف أن أسمرا تحضّر لحرب تهدف إلى القضاء على ما تعتبره فشلاً لمخططاتها بعد اتفاق بريتوريا.
وتحدث تسادكان عن وجود انقسامات داخل تيغراي، مشيراً إلى أن بعض قيادات جبهة تحرير تيغراي تسعى للتحالف مع أفورقي لحماية مصالحها، رغم إدراكها للمخاطر المحتملة.
وفي تحذير شديد اللهجة، أكد تسادكان أن أي حرب جديدة بين إثيوبيا وإريتريا قد تؤدي إلى “تحولات جغرافية وسياسية كبرى في القرن الإفريقي ومنطقة البحر الأحمر”، خصوصاً مع انشغال المجتمع الدولي بأزمات أخرى مثل الصراعات في الشرق الأوسط.
ودعا إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي وإلى التزام الحكومة الإثيوبية بتنفيذ اتفاق بريتوريا لتجنب اندلاع الحرب.
وشدد تسادكان على أنه في حال فشل الجهود الدبلوماسية، فإن إنهاء الحرب بسرعة، سواء بالوسائل العسكرية أو السياسية، سيكون أمراً ضرورياً للحفاظ على استقرار تيغراي والمنطقة بأكملها.
يُذكر أنه في عام 2018، وبعد ما يقرب من 20 عاماً من العداء، وقع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإريتري أسياس أفورقي اتفاق سلام أنهى الجمود بين البلدين، وحصل أحمد على جائزة نوبل للسلام، ولكن الاتفاق تعرض لانتقادات واسعة باعتباره اتفاقاً شخصياً بين الزعيمين دون إشراك أصحاب المصلحة.
وفي نوفمبر 2022، وقّعت الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي اتفاقية سلام في بريتوريا بجنوب إفريقيا، برعاية الاتحاد الإفريقي، لإنهاء حرب استمرت عامين في الإقليم وامتدت إلى مناطق أخرى مثل أمهرة وأوروميا، وكادت تصل إلى العاصمة أديس أبابا.
ولكن الاتفاق أدى إلى تراجع العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا، حيث اعتبرت أسمرا أنه تم تهميشها رغم دورها في الحرب ضد تيغراي، ومنذ ذلك الحين، عادت حالة التوتر بين البلدين، مما يجعل احتمالية اندلاع صراع جديد أمراً وارداً في أي لحظة.
السودان.. وفاة طالبة ثانوية برصاص عشوائي أثناء توجهها للامتحان