26 ديسمبر 2024

تهدف “مدارس الأزواج” في النيجر إلى تعزيز التفاهم بين الأزواج من خلال جلسات توعية حول حقوق المرأة وتنظيم الأسرة، مع التركيز على تقليل الزواج المبكر والعنف ضد النساء.

أطلقت النيجر مبادرة فريدة تحت اسم “مدارس الأزواج”، تستهدف تعزيز الحوار الأسري ومعالجة تحديات الزواج المبكر الذي ينتشر بين الجنسين في البلاد، وتعمل هذه المدارس على تقديم الإرشاد والنصح لتوطيد العلاقات الزوجية وتحقيق التفاهم بين الأزواج.

ويُشرف زعماء تقليديون محترمون على إدارة هذه المدارس، وينظمون جلسات تثقيفية في مواقع متنوعة، منها المدارس، الأسواق الشعبية، مراكز الجمعيات، وحتى في الخيام المفتوحة. وتهدف هذه الجلسات إلى نشر الوعي بأدوار الأفراد في إنجاح الحياة الزوجية.

وتركّز المدارس على توعية الرجال بأهمية تنظيم الأسرة وحقوق المرأة، وتشجعهم على تبني مبدأ المساواة، خاصة فيما يتعلق بتعليم الأبناء وحقوق الإرث.

وتحذر الجلسات من مخاطر تزويج الفتيات الصغيرات وتبعات العنف ضد النساء، وهي ظواهر دخيلة على النسيج الاجتماعي التقليدي في النيجر.

وتُنفذ المدارس نشاطاتها في مجتمع يتمتع بمعدل خصوبة من بين الأعلى في العالم (7.6 أطفال لكل امرأة)، ويسعى القائمون عليها لزيادة عدد المدارس، حيث يوجد حالياً حوالي 200 مدرسة، بعضها متنقل لتغطية القرى النائية، مع خطط للتوسع في مناطق مثل مارادي وتاهوا.

وتُقدم هذه المدارس أيضاً خدمات استشارية للحوامل وحصصاً للتوعية بتنظيم الأسرة، وتشجع النساء على زيارة المراكز الصحية للحد من الوفيات الناتجة عن الولادة المنزلية وعدم استخدام وسائل منع الحمل.

وتعتمد المبادرة على اختيار معلميها وفق معايير صارمة، تشمل أن يكون المدرس زوجاً صالحاً ورب أسرة ناجحة وعمره لا يقل عن 25 عاماً، ويُشترط أن يظهر التزاماً أخلاقياً ويدعم دور المرأة في المجتمع، ليكون قدوة لأفراد المجتمع.

وتعمل المدارس بنظام تعاوني غير هرمي، حيث يتحمل كل عضو جزءاً من المسؤوليات، وتدعم وزارة الصحة والمنظمات غير الحكومية المحلية هذه المدارس بتوفير الموارد اللازمة للتنقل والعمل، كما تسهم الجمعيات النسائية في تسهيل تواصل المدارس مع النساء وفهم مشاكلهن.

وحققت “مدارس الأزواج” نتائج ملموسة خلال ثلاث سنوات فقط، إذ زادت زيارات المراكز الصحية، وارتفع الوعي بأهمية تنظيم الأسرة، وانخفضت معدلات العنف ضد المرأة، مما يؤكد نجاح هذه التجربة في تغيير السلوكيات التقليدية وتحسين حياة الأسر.

نزوح جماعي من نيجيريا إلى النيجر هرباً من العنف

اقرأ المزيد