27 ديسمبر 2024

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يعترف بأن القيادي الجزائري العربي بن مهيدي، أحد أبرز قادة جبهة التحرير الوطني، قُتل على يد عسكريين فرنسيين خلال حرب التحرير الجزائرية.

وجاء هذا الاعتراف التاريخي يوم الجمعة في الذكرى السبعين لاندلاع الثورة الجزائرية، حيث أكد بيان صادر عن قصر الإليزيه أن عملية القتل تمت تحت قيادة الجنرال بول أوساريس.

وكان أوساريس مسؤولاً عن المخابرات في الجزائر خلال الاستعمار الفرنسي، واعترف في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بقتل بن مهيدي، نافياً الرواية الرسمية التي قدمت الحادث كأنه انتحار في السجن عام 1957.

كما ذكر في كتابه “المصالح الخاصة في الجزائر 1955-1957” الذي صدر عام 2001 أنه مارس التعذيب خلال حرب الجزائر “بموافقة إن لم يكن بأمر” من المسؤولين السياسيين الفرنسيين.

ويأتي هذا الاعتراف في وقت يسوده توتر كبير بين فرنسا والجزائر، حيث أوضح بيان قصر الإليزيه أن “الاعتراف بهذه الجريمة يعكس التزام رئيس الجمهورية بمواصلة مسار الحقيقة التاريخية بالتنسيق مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون”.

وأكد البيان أن هدف ماكرون هو “الوصول إلى ذاكرة هادئة ومتقاسمة” بين البلدين، مشيراً إلى أهمية بناء علاقة مبنية على “المصالحة التاريخية”، خاصة لأجيال المستقبل.

وأشار الإليزيه في البيان إلى أن بن مهيدي المولود عام 1923 في قرية قريبة من عين مليلة في جبال الأوراس بشمال شرق الجزائر كان قائداً لمنطقة الجزائر العاصمة المستقلة منذ العام 1956، وأحد رموز “معركة الجزائر” عام 1957.

وكثف ماكرون خلال فترة رئاسته مبادرات في ملف الذاكرة، فاعترف بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل، وندد “بالجرائم التي لا مبرر لها” التي ارتكبها الجيش الفرنسي بحق المتظاهرين الجزائريين في باريس في 17 أكتوبر 1961.

وتطرق البيان إلى دور بن مهيدي المميز، مشيراً إلى “الإعجاب” الذي كان يحظى به حتى بين خصومه العسكريين الفرنسيين بسبب “شخصيته الكاريزمية وشجاعته”.

وعند اعتقاله في 23 فبراير 1957، ظهر بن مهيدي مكبل اليدين بين مجموعة من المظليين الفرنسيين، لكنه حافظ على رباطة جأشه وابتسامته المميزة التي عززت من حضوره كرمز للمقاومة.

يُذكر أنه في الخامس من يوليو 1962، توجت الجزائر نضالها بالاستقلال عن فرنسا بعد حرب دامت سبع سنوات، وذهب ضحيتها مليون ونصف مليون شهيد حسب الإحصائيات الجزائرية، بينما يقدر المؤرخون الفرنسيون عدد القتلى بحوالي 500 ألف.

رئيس المجلس الأعلى للقضاء الليبي يستقبل السفير الجزائري لدى ليبيا

اقرأ المزيد