منظمة التجارة العالمية، تحذرت من تداعيات خطيرة على 17 دولة إفريقية، من بينها ليبيا، جراء خطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة تتراوح بين 11% و50% على عشرات الشركاء التجاريين، بينهم دول إفريقية ذات اقتصادات ضعيفة.
وجاء التحذير في تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، تحت عنوان “التعريفات الجمركية المتصاعدة: التأثير على الاقتصادات الصغيرة والضعيفة”، حيث سلط الضوء على هشاشة الأوضاع الاقتصادية في دول إفريقية تُعد من بين الأكثر تهميشًا في النظام التجاري العالمي.
وأشار التقرير إلى أن تطبيق هذه التعريفات لن يخدم الأهداف الاقتصادية المعلنة للولايات المتحدة، إذ لا تتجاوز مساهمة كل دولة من هذه الدول في العجز التجاري الأميركي نسبة 0.1%، في حين سيكون الأثر على الدول الإفريقية كارثيا، نتيجة محدودية قدراتها التصديرية واعتمادها على الأسواق الخارجية.
ودعت الأونكتاد إلى مراجعة شاملة لسياسات التعريفات الجمركية التي تتجاهل حجم الفوارق بين اقتصادات الشمال والجنوب، مطالبة بإعفاء الدول النامية والفقيرة من هذه الإجراءات أحادية الجانب التي لا تخدم مصالح النظام التجاري الدولي القائم على الإنصاف والاستدامة.
وتضم قائمة الدول المهددة كلا من: ليبيا، أنغولا، ناميبيا، مدغشقر، جمهورية الكونغو، تونس، موزمبيق، الكاميرون، زامبيا، كوت ديفوار، غينيا، بوتسوانا، زيمبابوي، تشاد، ليسوتو، ملاوي، وموريشيوس.
ويُخشى أن يؤدي فرض هذه الرسوم إلى تقويض إمكاناتها في الحفاظ على الحد الأدنى من العائدات التجارية الحيوية.
ويرى التقرير أن هذه الخطوة تأتي في وقت حرج، حيث تكافح هذه الدول بالفعل للتعافي من آثار جائحة كوفيد-19، والتقلبات الحادة في أسعار السلع الأساسية، والصراعات المحلية، وتضييق الخناق على الأسواق التقليدية التي تعتمد عليها.
ويؤكد خبراء أن التبعات المحتملة لا تقف عند حدود التجارة، بل تمتد إلى مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، إذ أن انخفاض عائدات التصدير يؤدي إلى تراجع الإنفاق على الخدمات الأساسية، كالصحة والتعليم والبنية التحتية، ما يفاقم من معدلات الفقر والبطالة، ويزيد من هشاشة النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
وبالنسبة لليبيا، فإن أي ضغوط إضافية على صادراتها، رغم أنها ليست من كبار الشركاء التجاريين لواشنطن، يعيق جهود التعافي الاقتصادي، خصوصا في ظل الوضع السياسي الهش، وتذبذب إنتاج النفط، والاعتماد الكبير على التجارة الخارجية في تمويل الإنفاق العام.
موريتانيا تسحب أخبار وصور زيارة حماد وتبرر استقباله