24 يونيو 2025

وسط تصاعد حدة التوترات الأمنية في غرب ليبيا، احتضنت العاصمة طرابلس، أمس الأحد، اجتماعا أمنيا رفيع المستوى جمع قادة التشكيلات المسلحة، في محاولة لاحتواء الوضع الميداني المتدهور وتفادي انزلاق العاصمة نحو مواجهة عسكرية جديدة.

وجاء هذا اللقاء على خلفية تحركات عسكرية مثيرة للقلق شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، تمثلت في انتشار كثيف للآليات والمركبات المسلحة في محيط ووسط طرابلس، ما أثار حالة من الذعر بين السكان وأعاد إلى الأذهان ذكريات موجات العنف السابقة.

وأكد مصدر أمني أن الاجتماع خلص إلى اتفاق مبدئي بين الأطراف المسلحة على تهدئة الأوضاع وتجنب أي تصعيد يهدد استقرار المدينة أو يعرض حياة المدنيين للخطر، مشددًا على “ضرورة الحفاظ على أمن طرابلس وضمان سلامة سكانها”.

ومن جهتها، عبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن “قلقها العميق” إزاء هذه التحركات، داعية كافة الأطراف إلى “خفض التصعيد فورا والانخراط في حوار بنّاء لتسوية الخلافات”، مع التأكيد على أهمية حماية المدنيين ودعم الجهود المحلية التي يقودها الأعيان والقيادات الاجتماعية لاحتواء الأزمة.

وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع دام شهدته مناطق الغرب الليبي، ولا سيما مدينتي الخمس والزاوية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين “القوة المشتركة مصراتة” و”جهاز دعم الاستقرار”، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، إضافة إلى أضرار جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة.

وفي ظل هذا التصعيد الميداني، أصدرت “حركة شباب طرابلس الكبرى” بيانا حذّرت فيه من أي محاولة لجر العاصمة إلى أتون صراع جديد، مؤكدة رفضها القاطع لأي تصعيد عسكري، ومهددة بالرد ميدانيا إذا ما فُرض عليها القتال، في موقف يعكس تصاعد الغضب الشعبي من استمرار الفوضى والانفلات الأمني.

ارتفاع معدل التضخم في ليبيا إلى 2.7% خلال الربع الثالث من 2024

اقرأ المزيد