تفاقمت معاناة السودانيين بفعل السيول والأمطار التي ضربت البلاد مؤخراً، حيث أظهرت الإحصائيات الأولية تدمير أكثر من 15 ألف منزل، منها 4 آلاف منزل بشكل كامل و9 آلاف بشكل جزئي.
وتضرر 40 مرفقاً عاماً، وتأثرت 168 ألف فدان من الأراضي الزراعية بشكل كبير، مما زاد من تحديات الحياة اليومية للسودانيين الذين يعانون بالفعل من تداعيات الحرب والفقر.
ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، هناك أكثر من 11 مليون سوداني نازح، في وقت وصل فيه معدل التضخم إلى 244%، ما أثر على القدرة الشرائية للمواطنين.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية عن إصابة أكثر من 6600 حالة بالكوليرا ووفاة 235 شخصاً، كما تأثرت أكثر من 54 ألف أسرة جراء الفيضانات في 11 ولاية.
وتسببت السيول في قطع ستة طرق وجسور تربط بين الأقاليم السودانية، مما أدى إلى عزلة بعض المناطق، خاصة في ولايات دارفور، وشمل ذلك معابر حيوية مثل “المالحة” الذي يربط بين شرق الإقليم وليبيا، بالإضافة إلى الطرق التي تربط دارفور بتشاد وجنوب السودان.
ومن الناحية الاقتصادية، تأثر السودان بشكل كبير نتيجة الحرب الدائرة، حيث ارتفع سعر الدولار من 600 جنيه سوداني في بداية الحرب إلى حوالي 2700 جنيه في يوليو 2024، مما يشير إلى تراجع العملة الوطنية بنسبة تصل إلى 149% في غضون سبعة أشهر، وألقى هذا التدهور بظلاله على الحياة اليومية، حيث بلغ سعر جالون البنزين 100 ألف جنيه، مما رفع أسعار كافة السلع والخدمات.
ورغم تصريحات وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، بأن الاقتصاد “لا يزال متماسكاً”، إلا أن التقارير تشير إلى تراجع إيرادات الدولة بأكثر من 80% وانخفاض الصادرات بأكثر من 60%.
وأكد الباحث الاقتصادي أحمد عثمان، أن الحكومة لا تملك حلولاً واضحة للأزمة، وأن المساعدات الإنسانية تصل بشكل محدود جداً، مضيفاً أن الأزمة الحالية لم تكن مدرجة حتى في الموازنة الحكومية.
وفي سياق متصل، انتقد الناشط في منظمات المجتمع المدني، إدريس حامد، رفض الحكومة الاعتراف بالمجاعة، قائلاً إن الدعم المقدم للمواطنين غير كاف، مشيراً إلى أن ملايين السودانيين يعانون من فقدان وظائفهم ومنازلهم، وأن بعض الأسر تعتمد على أكل الأشجار أو عجين الدقيق بسبب عدم توفر الطعام.
وأشار إلى أن مناطق سيطرة قوات الدعم السريع تعاني أوضاعاً صحية كارثية، حيث تنتشر الأمراض مثل الكوليرا، الملاريا، والتيفوئيد نتيجة انهيار النظام الصحي، مما يشكل تهديداً لحياة آلاف المواطنين، خاصة النازحين.
وتستمر معاناة السودانيين في ظل الأزمات المتلاحقة، حيث تجمع الحرب والسيول والجوع لتشكل كارثة إنسانية كبيرة تحتاج إلى تحرك سريع من المجتمع الدولي والحكومة السودانية لتخفيف حدة المعاناة.
السودان يحتل المرتبة الثالثة في قائمة الدول الإفريقية الأكثر تضررا من انعدام الأمن الغذائي