17 يوليو 2025

في تطور يعيد الثقة إلى واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، استقبلت قناة السويس، أمس الأربعاء، أول سفينة حاويات عملاقة منذ أكثر من 15 شهرا، بعد فترة من الركود فرضتها الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.

وترفع السفينة  “CMA CGM OSIRIS”علم الخط الملاحي الفرنسي CMA CGM، حيث دخلت المجرى الملاحي الجديد للقناة قادمة من سنغافورة ومتجهة إلى ميناء الإسكندرية، بحمولة إجمالية بلغت 154 ألف طن وطول 366 مترا، لتدشّن مرحلة جديدة من التعافي الملاحي في القناة بعد اضطرابات إقليمية حادة.

وأعلن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، أن هذا العبور يعد “إشارة استراتيجية لبدء عودة سفن الحاويات العملاقة إلى استخدام القناة كممر آمن، في ضوء التراجع النسبي في المخاطر الأمنية بالبحر الأحمر”، مشيرا إلى أن الهيئة تبنت سلسلة من الحوافز التجارية والتخفيضات خلال الأشهر الماضية لإعادة جذب الخطوط الملاحية.

وتستفيد السفينة الفرنسية من التخفيض الجديد الذي أقرته الهيئة بنسبة 15% للسفن التي تتجاوز حمولتها الصافية 130 ألف طن، وهو ما يشكل جزءا من حزمة تحفيزية مدتها ثلاثة أشهر تستهدف دعم تعافي الحركة في القناة.

وتأتي هذه العودة بعد مفاوضات مكثفة بين الهيئة وإدارة الخط الملاحي الفرنسي، أفضت إلى اتفاق لعودة تدريجية لعدد من سفن الحاويات الكبرى إلى العبور من القناة، بدلا من اللجوء إلى مسار رأس الرجاء الصالح الذي كان البديل التجاري خلال ذروة الهجمات.

وأكد ربيع أن الخط الملاحي CMA CGM يتصدر حاليا قائمة الخطوط العالمية من حيث عدد السفن العابرة للقناة في النصف الأول من عام 2025، مما يعكس قوة العلاقة الاستراتيجية بين المجموعة الفرنسية وهيئة القناة، كما أعرب عن أمله في أن تحذو خطوط ملاحية أخرى نفس النهج.

وتمثل قناة السويس أكثر من 12% من حركة التجارة البحرية العالمية، ويؤثر أي اضطراب فيها على سلاسل التوريد العالمية، ومنذ أواخر 2023، انخفضت إيرادات قناة السويس بنسبة 40% تقريبًا نتيجة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وتحويل السفن مسارها نحو رأس الرجاء الصالح.

 

الجزائر تتصدر قائمة الدول في نشر المجلات العلمية باللغة العربية لعام 2024

اقرأ المزيد