فرنسا تواجه اتهامات مباشرة من المعارضة التشادية بتعطيل الديمقراطية في البلاد، مما أدى إلى تفاقم عزلتها في منطقة الساحل الإفريقي، حيث باتت تواجه معارضة مشتركة من الأنظمة الحاكمة والمعارضة على حد سواء.
وصرّح زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق، سوكسي ماسرا، بأن “فرنسا دعمت عائلة الرئيس إدريس ديبي للبقاء في السلطة على حساب إرادة الشعب”.
وأضاف ماسرا أن الخيار الأدنى لباريس كان الحياد، لكنها اختارت الوقوف إلى جانب النظام الحاكم، معلناً مقاطعته للانتخابات البرلمانية والبلدية المقررة نهاية ديسمبر المقبل، مشيراً إلى أنها تجري في أجواء بعيدة عن النزاهة والشفافية.
وتأتي هذه الاتهامات بعد أشهر من فوز رئيس المجلس العسكري، محمد إدريس ديبي، بالرئاسة التشادية في انتخابات وصفها مراقبون دوليون بأنها غير حرة.
وقال المحلل السياسي التشادي، محمد إدريس، إن “تشاد بدأت تبتعد تدريجياً عن تحالفها التقليدي مع فرنسا، وتتجه نحو شراكة أوسع مع موسكو”.
وأشار إلى أن التحولات الإقليمية، بما في ذلك الانقلابات العسكرية في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، أسهمت في تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة.
وأكد الخبير في الشؤون الإفريقية، محمد الحاج عثمان، أن مستقبل القوات الفرنسية في تشاد يشكل تحدياً كبيراً لمسار العلاقات بين إنجامينا وباريس.
وأوضح أن استمرار وجود هذه القوات بات موضع شك، مع تصاعد الانتقادات الداخلية وتشجيع التقارب مع روسيا.
ومع استمرار الأزمات الأمنية والسياسية في تشاد، تبدو العلاقات بين إنجامينا وباريس في مفترق طرق، وفي حال خروج القوات الفرنسية، فإن ذلك سيمثل نكسة جديدة لفرنسا، التي تعتبر تشاد آخر معاقلها الاستراتيجية في الساحل الإفريقي.
الجزائر تطالب باستعادة ممتلكاتها التاريخية من فرنسا