24 يونيو 2025

بين تفاؤل حذر وقلق متزايد، تعيش العاصمة الليبية طرابلس اختبارا جديدا لهدنة أمنية وُصفت بأنها “هشة”، جاءت بعد أيام من الاشتباكات المسلحة العنيفة التي اندلعت بين فصائل موالية لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها وعناصر من جهاز قوة الردع الخاصة وحلفائهم.

والهدوء الحالي يخفي خلفه توترا قابلا للانفجار في أي لحظة، وسط تحذيرات أممية من تقويض فرص التهدئة عبر اختراقات محتملة من “مندسين” إلى خطوط التماس.

وفي مشهد أمني غير معتاد، انتشرت سبع تشكيلات مسلحة على الأرض لفصل الأطراف المتنازعة، من بينها “شعبة الاحتياط” التابعة لقوة مكافحة الإرهاب، و”جهاز مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة”، بالإضافة إلى ألوية عسكرية أخرى مثل “اللواء 222 مجحفل” و”اللواء 53″ و”الكتيبة 603″، وهذه القوات انتشرت في محاور الاشتباك السابقة وسط العاصمة، فيما انسحبت معظم الأطراف المتحاربة من مواقعها، في بادرة إيجابية تعكس احتمال التزام مبدئي بالاتفاق.

وفي وقت شددت البعثة الأممية في ليبيا، التي تراقب عن كثب هذا التحول، على ضرورة احترام الهدنة بالكامل، محذرة من أن أي انتكاسة أمنية في طرابلس لن تقتصر تداعياتها على العاصمة فقط، بل تزعزع استقرار الإقليم الغربي بأكمله، كما أكدت في بيان رسمي أن مهاجمة البنية التحتية أو تعريض المدنيين للخطر يُعد جرائم تستوجب المحاسبة القانونية.

وفي موازاة ذلك، سارعت البعثة إلى إطلاق مبادرة لإنشاء آلية مخصصة لدعم ومراقبة هذه التهدئة، عبر التنسيق مع الجهات الأمنية المحلية والشركاء الدوليين.

وأُرفقت هذه المبادرة بحوار مباشر مع أعيان وشيوخ من مدن رئيسية في الغرب الليبي، أبرزها الزاوية ومصراتة وجادو والزنتان، الذين عبروا عن استعدادهم لدعم جهود الوساطة وتعزيز الاستقرار في طرابلس.

ورغم التزام الفصائل الرئيسية حتى اللحظة بوقف إطلاق النار، لم تعلن السلطات المحلية عن حصيلة رسمية للضحايا، حيث تشير تقديرات أولية إلى سقوط أكثر من 60 قتيلا وعشرات المصابين، ما يعكس شدة المواجهات التي سبقت الهدنة.

دوليا عبّر الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ من تطورات طرابلس، حيث دعا سفيره لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، إلى التزام شامل بوقف إطلاق النار، وطالب جميع الأطراف بتجنب التصعيد والانخراط في عملية سياسية حقيقية تقود إلى انتخابات وطنية، ونفى أورلاندو صحة ما وصفها بـ”الشائعات” التي تحدثت عن مغادرة البعثات الدبلوماسية، مؤكدا أن بعثة الاتحاد لا تزال تعمل بكامل طاقتها من داخل العاصمة.

وكان رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أجرى اتصالا مع المبعوث الفرنسي الخاص بول سولير، وناقش خلاله سبل تثبيت التهدئة، وأكد الطرفان على ضرورة فرض إجراءات رادعة ضد من يحاول إفشالها، وأكد المنفي أن أي خرق للهدنة سيواجه بتحرك محلي ودولي صارم.

عقوبات مشددة ضد نادي وفاق أجدابيا الليبي بسبب أعمال الشغب (فيديو)

اقرأ المزيد