على الطريق في مدينة العريش شمال سيناء المصرية، يقضي المئات من سائقي شاحنات الإغاثة أيامهم ولياليهم في انتظار السماح لهم بعبور الحدود إلى قطاع غزة، بعدما منعت إسرائيل دخول المساعدات عبر المعبر المصري.
وبينما يتمنون قضاء شهر الصيام بين عائلاتهم، لا يفقدون الأمل في إيصال الغذاء إلى الفلسطينيين المحاصرين.
ويعدّ السائقون وسط حرارة الشمس وقسوة الانتظار، وجبات إفطارهم على الطريق، مستخدمين ما توفر لديهم من إمكانيات بسيطة داخل الشاحنات المحمّلة بالغذاء والمساعدات، ومع ذلك، يبقى الهم الأكبر هو إيصال تلك المعونات قبل أن تتلف.
وعبّر أحمد، أحد السائقين، عن استيائه قائلاً: “إحنا هنا بقالنا شهرين مش قادرين ندخل حاجة.. الحاجات دي معظمها هتبوظ”، لكنه يؤكد أن ذلك لن يمنعهم من مواصلة المحاولة: “طول ما فيه معونات إحنا هنرجع تاني نودّيهم أكل وشرب”.
ومن جهته، شدد السائق السيد عبد الحميد، على تضامنه مع أهل غزة رغم معاناته بعيداً عن أسرته في رمضان: “إحنا إخوة ومش هنسيب بعض.. إن شاء الله ربنا هيفك الحصار”.
وفي السياق ذاته، يؤكد السائق حاتم حمدان استعداده للتضحية بحياته مقابل إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر.
ومنذ انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مطلع مارس، شددت إسرائيل الحصار على غزة، ومنعت دخول البضائع، ما فاقم معاناة السكان.
ورغم دخول قرابة 8 آلاف شاحنة إغاثة خلال الهدنة، إلا أن منظمات إنسانية تؤكد أن هذا العدد لا يغطي الاحتياجات المتزايدة للمدنيين في القطاع.
ويبقى السائقون رغم الغموض الذي يكتنف مصير المساعدات، على الحدود المصرية في انتظار فتح المعابر، متمسكين بأمل العبور إلى غزة، حيث تنتظرهم آلاف العائلات التي تواجه شبح الجوع والحصار.
هجوم على طلاب مصريين وعرب في قيرغيزستان يسفر عن قتلى وجرحى (فيديو)