19 مارس 2025

أشار بوريس تيتوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي، إلى أن روسيا تمتلك إمكانات كبيرة لبناء محطات طاقة نووية في إفريقيا لمواجهة الطلب المتزايد على الكهربا، وتطرق إلى مشاريع “روساتوم” الرائدة، مثل محطة الضبعة في مصر.

أكد بوريس تيتوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي للعلاقات مع المنظمات الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والرئيس المشارك للجنة الروسية الصينية للصداقة والسلام والتنمية، أن روسيا تتمتع بإمكانات كبيرة في مجال بناء محطات الطاقة النووية في إفريقيا.

جاء ذلك خلال مقابلة أجراها مع وكالة “ريا نوفوستي”، حيث أشار إلى أن النمو السكاني السريع في القارة الإفريقية يتسبب في زيادة الطلب على الكهرباء، مما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون في هذا المجال.

وأوضح تيتوف أن روسيا تُعتبر شريكاً رئيسياً في بناء محطات الطاقة النووية، خاصة في ظل العلاقات الطويلة التي تربطها بالعديد من الدول الإفريقية. وقال: “اليوم، ننفذ مشاريع في دول قريبة مثل كازاخستان والصين وتركيا، لكنني أعتقد أن إفريقيا ستكون الوجهة القادمة، مع النمو السكاني السريع هناك، ستزداد الحاجة إلى الكهرباء، وبالتالي سيبدأ بناء محطات الطاقة النووية، وروسيا لديها إمكانات كبيرة في هذا المجال”.

وأضاف تيتوف أن شركة “روساتوم” الروسية، وهي الشركة الرائدة عالمياً في بناء محطات الطاقة النووية، لديها حالياً 33 وحدة طاقة قيد الإنشاء في عشر دول، بالإضافة إلى مفاوضات جارية لتنفيذ مشاريع جديدة، بما في ذلك محطات الطاقة النووية الصغيرة.

وتُعد هذه المشاريع جزءاً من الجهود الروسية لتوسيع نطاق تعاونها النووي مع دول العالم.

ومن أبرز المشاريع التي تنفذها “روساتوم” في إفريقيا محطة الضبعة للطاقة النووية في مصر، التي تُعتبر أول محطة طاقة نووية في البلاد.

يتم بناء المحطة في مدينة الضبعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتتكون من أربع وحدات طاقة بقدرة إجمالية تصل إلى 1.2 ألف ميجاوات لكل وحدة.

ويأتي هذا المشروع في إطار اتفاقيات وُقعت عام 2017، حيث تتولى روسيا ليس فقط بناء المحطة، بل أيضاً تزويدها بالوقود النووي طوال فترة تشغيلها، بالإضافة إلى تدريب الكوادر المصرية خلال السنوات العشر الأولى من التشغيل.

كما تشمل الاتفاقيات بناء مرافق لتخزين الوقود النووي وتوفير حاويات خاصة لتخزين الوقود المستهلك، مما يعكس التزام روسيا بتقديم حلول متكاملة في مجال الطاقة النووية.

ومن المقرر أن يتم تشغيل أول وحدة طاقة في محطة الضبعة بحلول عام 2028، وفقاً لما أعلنه أليكسي ليخاتشيف، المدير العام لـ”روساتوم”، في أكتوبر 2024.

وفي نوفمبر 2023، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي عن الانتهاء من تركيب أحد المكونات الرئيسية للسلامة في الوحدة الرابعة من محطة الضبعة، مما يُعد خطوة مهمة نحو إتمام المشروع.

ويُظهر هذا التعاون العميق بين روسيا ومصر في مجال الطاقة النووية نموذجاً ناجحاً يمكن تكراره في دول إفريقية أخرى.

تُبرز هذه التصريحات والمشاريع الدور الريادي لروسيا في دعم التنمية المستدامة بإفريقيا من خلال توفير حلول طاقة نظيفة وموثوقة، مما يسهم في مواجهة التحديات الناجمة عن النمو السكاني السريع وزيادة الطلب على الكهرباء في القارة.

مباحثات مصرية – روسية لتسريع تنفيذ مشروع محطة “الضبعة” النووية

اقرأ المزيد