19 يوليو 2025

الفيلسوف والمفكر الليبي البارز نجيب الحصادي توفي مساء الأربعاء عن عمر ناهز السبعين عاماً، بعد رحلة فكرية وأكاديمية امتدت لعقود وترك خلالها إرثاً عميقاً في مجالات الفلسفة وفكر التنوير في ليبيا والعالم العربي.

وأثار خبر وفاته صدى واسعاً في الأوساط الثقافية والأكاديمية داخل ليبيا وخارجها، حيث أصدرت حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية بيانات نعي رسمية، كما نعته الجامعات الليبية وعدد من الهيئات الفلسفية الأوروبية.

ومن جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن تقديرها للدور الفكري والعلمي الذي اضطلع به الراحل، معتبرة أنه من الشخصيات البارزة التي أسهمت في ترسيخ قيم الحوار والبحث الأكاديمي خلال مراحل مفصلية من تاريخ البلاد الحديث.

ووُلد نجيب الحصادي عام 1955 في مدينة درنة، حيث تلقى تعليمه الجامعي في الفلسفة قبل أن يواصل دراساته العليا خارج البلاد، ويحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم من المملكة المتحدة.

وشغل الحصادي منصب أستاذ الفلسفة في جامعة عمر المختار بمدينة البيضاء، وأسهم على مدى سنوات طويلة في تأليف وترجمة كتب أكاديمية متخصصة في الفلسفة وفكر الحداثة وفلسفة العلم، كما شارك في مؤتمرات علمية دولية واحتل عضوية عدد من الهيئات الفكرية المرموقة.

وتركزت أعماله البحثية والأكاديمية على موضوعات فلسفة العلم والمنطق والفلسفة السياسية والتعليم، حيث نشر مؤلفات علمية بالعربية والإنجليزية، من أبرزها: “مداخل إلى فلسفة العلم”،” قراءات في فلسفة كارل بوبر”، و”العقلانية النقدية”، كما عُرف بترجماته الرصينة لعدد من الأعمال الفلسفية المهمة، والتي ساعدت في إتاحة الفكر الفلسفي لجمهور أوسع.

وبالإضافة إلى نشاطه الأكاديمي، ساهم الحصادي بفاعلية في النقاشات المتعلقة بإصلاح التعليم في ليبيا، وكتب مقالات رأي تناولت قضايا الفكر والحرية الأكاديمية وبناء الدولة المدنية من منظور فلسفي تحليلي.

وأعرب عدد كبير من زملائه وطلابه وأكاديميين في مختلف الدول العربية عن حزنهم العميق لفقدانه، مشيدين بتواضعه وعطائه والتزامه العلمي، كما نوهت جهات فكرية أوروبية تعاون معها إلى ما وصفته بـ”التزامه الدائم بتكريس ثقافة الحوار والانفتاح الفكري”.

وفي بيان نعيها، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن الراحل “أسهم في بناء بيئة فكرية تشجع على الحوار البنّاء وتدعم قيم التسامح”.

ويُعد نجيب الحصادي أحد أبرز الأسماء الليبية في ميدان الفلسفة المعاصرة، حيث امتاز بأسلوبه في تقديم الأفكار الفلسفية بلغة واضحة دون التفريط بعمق الطرح الأكاديمي، وساهم في نشر الثقافة الفلسفية في المجتمع الليبي عبر مبادرات تعليمية ومساهمات صحفية وأكاديمية ستظل شاهدة على إرثه العلمي والفكري.

إعمار ليبيا تعلن بدء تشغيل مصنع الحديد والصلب في بنغازي

اقرأ المزيد