الجزائر فقدت اليوم الأربعاء إحدى رموز الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، برحيل المجاهدة البطلة مريم بن محمد، المعروفة بلقب “ميمي”، عن عمر ناهز المئة عام.
وأعلن وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، نبأ الوفاة في برقية تعزية بعث بها إلى أسرة الراحلة، جاء فيها: “بمشاعر الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المجاهدة البطلة مريم بن محمد، رحمها الله، نتقدم بأحر التعازي إلى عائلتها الكريمة ورفاق دربها، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، ويلحقها بالصالحين”.
وكان الوزير قد زار الفقيدة في منزلها يوم 15 أبريل الماضي، للاطمئنان على وضعها الصحي، برفقة عدد من رموز الثورة، من بينهم المجاهدة جميلة بوباشة، والرائد رابح زراري المعروف باسم “كوموندو عز الدين”.
وولدت مريم في 15 أبريل 1925 بمدينة حجوط، ولاية تيبازة، وترعرعت في بلدية حسين داي، وقبل التحاقها بالثورة، كانت مناضلة وممرضة تعمل في عيادة فرنسية، إلى جانب الطبيب المعروف زميرلي سنة 1955.
ورغم ظروف عملها، استجابت لنداء جبهة التحرير الوطني، وانضمت إلى صفوف جيش التحرير الوطني في العام التالي، ضمن المنطقة الأولى التابعة للولاية التاريخية الرابعة.
وبعد انكشاف نشاطها، فرت من ملاحقات الشرطة الفرنسية إلى منطقة باليسترو (الأخضرية حالياً)، حيث عملت إلى جانب الرائد رابح زراري، وتولّت مهمة الاتصال بين الولايتين الثالثة والرابعة، قبل أن تُعتقل في منطقة الأخضرية.
وعرفت الراحلة بمواقفها الثابتة وشجاعتها الميدانية، واعتُبرت من أبرز الممرضات المجاهدات اللاتي أسهمن في دعم الثورة على الأرض، إنسانياً وميدانياً، وسجّلت اسمها في سجل الخالدين الذين صنعوا فجر الاستقلال.
وفي ختام رسالته، قال الوزير ربيقة: “لا يسعني في هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم إلى عائلتها الكريمة ورفاقها في الجهاد بأخلص التعازي، داعياً الله أن يتغمدها برحمته، ويتقبلها في الصالحين”.
الجزائر تحتل المركز الثالث بين منتجي النفط في إفريقيا