دعا نائب في “المجلس الرئاسي” الليبي إلى تطبيق نظام الأقاليم الثلاثة لتحقيق الاستقرار في ليبيا، بينما يعارض آخرون الفكرة خوفاً من التقسيم، وفي سياق متصل، بحثت ليبيا وتونس تعزيز التعاون العسكري والأمني خلال زيارة لرئيس أركان القوات الليبية إلى تونس.
أكد النائب في “المجلس الرئاسي” الليبي، موسى الكوني، على ضرورة العمل بنظام الأقاليم الثلاثة بمجالس تشريعية مستقلة، كخطوة لضمان تحقيق الاستقرار في جميع مناطق ليبيا، جاء ذلك خلال لقائه سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا، مارتن لونغدن، يوم الأحد، حيث ناقشا آخر التطورات السياسية والأمنية في البلاد.
وأشار الكوني إلى أن نظام المحافظات، كسلطة تنفيذية، يمكن أن يضمن توزيعاً عادلاً للموارد والخدمات بين مكونات الشعب الليبي، مع تسليم ميزانيات لكل محافظة لإدارة مشاريعها المحلية.
وأضاف أن هذا النظام سيسهم في تقريب الخدمات للمواطنين في مناطقهم، مما يخفف الضغط على العاصمة طرابلس ويسمح للدولة بالتركيز على ممارسة دورها السيادي.
وتطرق اللقاء إلى الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا، حيث أكد الكوني دعم “المجلس الرئاسي” لجهود البعثة الأممية واللجنة الاستشارية المنبثقة عنها، والتي تقدم مقترحات لحل القضايا الخلافية العالقة تمهيداً لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
من جانبه، أكد السفير البريطاني مارتن لونغدن استمرار اهتمام بلاده بالملف الليبي، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة تعمل على التواصل مع الأطراف السياسية لتجاوز النقاط الخلافية ودعم الجهود الرامية إلى إجراء الانتخابات.
وتعود دعوات تطبيق النظام الفيدرالي في ليبيا إلى الواجهة بين الحين والآخر، خاصة في ظل الانقسام الحاد الذي تعانيه البلاد منذ عام 2014.
بينما يرى مؤيدو هذا النظام أنه قد يكون الحل الأمثل لإنهاء الصراع وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال تقاسم السلطة والثروة بين الأقاليم الثلاثة (فزان وبرقة وطرابلس)، يعارض آخرون هذه الفكرة، معتبرين أنها قد تؤدي إلى تقسيم ليبيا وتفتيتها إلى دويلات صغيرة.
وقد ظهرت دعوات النظام الفيدرالي لأول مرة بعد سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، حيث طالب سكان شرق ليبيا بتحقيق العدالة وتعويضهم عن سياسات “التهميش والظلم” التي عانوا منها خلال العقود الماضية.
في سياق متصل، بحث الفريق أول محمد الحداد، رئيس أركان القوات التابعة لحكومة “الوحدة الوطنية” الليبية المؤقتة، خلال زيارة إلى تونس، سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
والتقى الحداد مع قيادات عسكرية واستخباراتية تونسية، بما في ذلك مدير عام وكالة الاستخبارات والأمن، الفريق أول الحبيب الضيف، ووزير الدفاع خالد السهيلي، ورؤساء أركان الجيوش التونسية.
وناقش الجانبان التطورات الإقليمية والتحديات المشتركة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الثنائي في المجالات العسكرية والأمنية وفق الاتفاقيات القائمة بين البلدين. كما زار الحداد المتحف المركزي للجيش التونسي، حيث اطلع على تاريخ مراحل الجهاد التونسي.
وفي ختام زيارته، أشاد الحداد بعمق العلاقات الأخوية بين ليبيا وتونس، والتي انعكست على مستوى التعاون العسكري بين جيشي البلدين في العديد من المجالات. وأكد على أهمية مواصلة تعزيز هذه العلاقات لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة.
الأمم المتحدة.. الشعب السوداني “عالق في جحيم” من العنف