18 يوليو 2025

تونس شهدت جريمة مروعة هزّت الرأي العام وأعادت تسليط الضوء على ظاهرة الشعوذة، بعد أن أقدم رجل على اقتلاع عيني زوجته بالكامل تنفيذاً لتعليمات مشعوذ أوهمه بوجود كنز مدفون تحت منزله.

وتناقلت وسائل الإعلام المحلية تفاصيل الواقعة البشعة التي حدثت في معتمدية السبيخة بولاية القيروان وسط البلاد، حيث أوهم المشعوذ أفراداً من عائلة الجاني بوجود “لعنة” تمنعهم من استخراج الكنز المزعوم، لا يمكن رفعها إلا بتقديم “قربان” يتمثل في عينين بشريتين.

ووفق رواية والد الضحية، التي نقلتها إذاعة محلية، فإن ابنته البالغة من العمر 29 عاماً رفضت الانصياع لطلب زوجها، فما كان منه إلا أن استدرجها إلى المنزل بحجة المصالحة، وبعد تناول العشاء، انهال عليها ضرباً ثم اقتلع عينيها بالقوة مستخدماً شوكة الطعام، قبل أن يضعهما في كيس بلاستيكي ويحملهما إلى المشعوذ تاركاً زوجته غارقة في دمائها.

وتقبع الضحية حالياً في المستشفى الجامعي بولاية سوسة، حيث تخضع للعلاج بعد أن فقدت بصرها بالكامل، وتعاني من كسور في الرقبة وحالة انهيار نفسي شديد.

وقد تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على الجاني الذي اعترف بفعلته، وفق ما أكده مصدر أمني للإذاعة.

وتعتبر هذه الجريمة أحدث حلقة في سلسلة من الجرائم المرتبطة بالشعوذة والسحر التي تفشت خلال السنوات الأخيرة في تونس، رغم الحملات الأمنية المتكررة ضد من يدّعون التنجيم وقدرات خارقة لعلاج الأمراض المستعصية أو جلب الرزق.

ورغم خطورة الظاهرة، لا تتضمن القوانين التونسية نصاً صريحاً يجرّم ممارسة الشعوذة بالاسم، إذ يجري التعامل معها تحت تهم التحيل والنصب، التي يعاقب عليها القانون الجزائي بالسجن مدة خمس سنوات وغرامة مالية تناهز 800 دولار أمريكي.

وتشير دراسة نُشرت قبل نحو عقد إلى وجود ما يقارب 145 ألف شخص يمارسون الشعوذة بمختلف أشكالها في تونس، فيما تغيب الإحصاءات الرسمية الدقيقة حتى اليوم.

ومنذ شهر أبريل الماضي، أحال عدد من النواب البرلمانيين مشروع قانون يهدف إلى تجريم السحر والشعوذة إلى لجنة التشريع، إلا أن هذا المقترح لم تتم مناقشته بعد، وسط مطالب شعبية بتشديد العقوبات وإقرار نصوص قانونية واضحة تضع حداً لهذا النوع من الممارسات التي تخلّف ضحايا أبرياء.

تونس تحتضن البطولة العربية لكرة السلة عام 2025

اقرأ المزيد