رغم الأهداف الطموحة للطاقة المتجددة، يواجه توليد الكهرباء في شمال إفريقيا تحديات كبيرة في تحقيق التوازن بين المصادر التقليدية والنظيفة.
ووفقاً لتقرير حديث، نما إجمالي توليد الكهرباء في المنطقة بنسبة 5.8% خلال عام 2023، ولكن هذه الزيادة تزامنت مع انخفاض مقلق في إنتاج الكهرباء النظيفة، مما يبرز استمرار هيمنة الغاز الطبيعي على مزيج الطاقة في المنطقة.
وشهدت شمال إفريقيا انخفاضاً في توليد الكهرباء النظيفة خلال العام الماضي، لتكون المنطقة الوحيدة في القارة الإفريقية التي تعاني من هذا التراجع، وفي المقابل، سجل المغرب تقدماً ملحوظاً في تقليص توليد الكهرباء باستخدام الفحم، حيث انخفض بنحو 1.7 تيراواط/ساعة، بينما زادت مصر من اعتمادها على الغاز الطبيعي بمقدار 9.3 تيراواط/ساعة، مما ساهم في تراجع التوليد من مصادر الطاقة النظيفة.
وفي عام 2023، شكلت الطاقة النظيفة 11% فقط من مزيج توليد الكهرباء في شمال إفريقيا، بما يعادل 45 تيراواط/ساعة، بينما استحوذ الوقود الأحفوري على 89% من هذا المزيج، وبالمقابل، بلغت حصة الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء على مستوى القارة الإفريقية 22%، مما يعكس التباين الكبير بين شمال إفريقيا وبقية القارة.
ومن حيث النمو، شهد توليد الكهرباء في شمال إفريقيا تقدماً تدريجياً على مدار العقد الماضي، حيث سجلت المنطقة 417 تيراواط/ساعة في عام 2023، بزيادة قدرها 80 تيراواط/ساعة مقارنة بعام 2013.
ويمثل هذا النمو جزءاً من الجهود المستمرة لتلبية الطلب المتزايد ودعم أهداف التنمية، حيث تصل حصة شمال إفريقيا من إجمالي الكهرباء المولّدة في القارة إلى 47%.
وتلعب مصر دوراً محورياً في قطاع الكهرباء بالمنطقة، حيث تتجاوز قدرتها على توليد الكهرباء 64 غيغاواط، غالبيتها من الوقود الأحفوري، وتهدف البلاد إلى إنتاج 42% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2035، مع تقليص 5 غيغاواط من السعة الحالية للوقود الأحفوري.
وأما المغرب، الذي يعاني من احتياطيات محدودة من النفط والغاز، يعتمد بشكل كبير على استيراد الهيدروكربونات، لكنه يخطط لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 52% بحلول المستقبل القريب.
ومن جهتها، تسعى الجزائر إلى زيادة استخدام الطاقة المتجددة لتلبية الطلب المتزايد، الذي نما بنسبة 5% في 2023، مع هدف إنتاج 27% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
وفي الوقت نفسه، تواصل الجزائر تعزيز بنيتها التحتية لتصدير الغاز إلى أوروبا، في ظل تزايد الطلب العالمي على الطاقة.
منظمات حقوقية مغربية تندد بترحيل المختلين عقلياً إلى المدن الصغيرة