نشطاء حقوقيون ومنظمات غير حكومية ودولية يعربون عن قلقهم المتزايد إزاء تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل الإفريقي، حيث تواجه هذه الدول حالة من الفوضى الأمنية.
وتُعتبر عمليات الاختطاف أحد أبرز مظاهر هذا التدهور، وقد تصاعدت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما جعل المنطقة التي تضم خمس دول هي النيجر، ومالي، وبوركينا فاسو، وتشاد، وموريتانيا، واحدة من أكثر الأماكن خطورة في العالم.
ومن بين أبرز الحوادث التي رُصدت في الفترة الأخيرة، كانت عملية اختطاف طبيبة بولندية وزميلها المكسيكي في منطقة تناجيلي جنوبي غرب تشاد، في حادث أثار انتقادات واسعة.
وقد أُفرج عن المختطفين بعد أسبوع من عملية إنقاذ مشتركة بين القوات التشادية والفرنسية، مما يبرز حجم التحديات التي تواجهها دول الساحل في مواجهة هذه الظاهرة.
وتحذر صحيفة “ذا غارديان” البريطانية من تفاقم هذه الظاهرة في غرب إفريقيا، مشيرة إلى أن تداخل الجماعات المسلحة، بما في ذلك تلك التي تتبنى أيديولوجية متطرفة مثل “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
كما تشير الصحيفة إلى أن تداعيات الإطاحة بالعقيد معمر القذافي عام 2011 ساهمت في تزايد تدفق الأسلحة من ليبيا إلى جنوب الصحراء الكبرى، مما فاقم حالة التمرد والعنف من مالي إلى نيجيريا.
ومن جهته، أشار الناشط الحقوقي النيجري آدم سايفو إلى أن عمليات الاختطاف في المنطقة تتنوع أسبابها، لكن العديد منها يعود إلى دوافع اقتصادية، حيث يضطر العديد من الأشخاص للانضمام إلى الجماعات المسلحة أو العصابات التي تقوم بعمليات اختطاف بغرض الحصول على فدية مالية.
وأضاف سايفو أن هذه العمليات تستهدف بشكل رئيسي موظفي السفارات، وعمال الإغاثة، والشخصيات البارزة، وذلك لتحقيق مكاسب مالية من عمليات الفدية.
وأوضح سايفو أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة تؤدي إلى تزايد نشاط العصابات والجماعات المسلحة في دول مثل النيجر وتشاد وبوركينا فاسو ومالي، مما يزيد من حالات الاختطاف.
ومن جانب آخر، وصف المحلل السياسي المالي قاسم كايتا الوضع في المنطقة بأنه يزداد تعقيداً مع تزايد الأسلحة وانتشار العصابات المسلحة، مشيراً إلى أن الحرب في السودان والأزمة المستمرة في ليبيا تسهم بشكل مباشر في استمرار تدفق الأسلحة عبر الحدود، مما يزيد من مخاطر عمليات الاختطاف، فضلاً عن عمليات السرقة والتهريب.
وأشار كايتا إلى أن هذه الظروف المعقدة تضع السلطات المحلية أمام تحديات كبيرة، خاصة مع محاولتها تقديم نفسها كبديل للنخب الحاكمة السابقة، والسعي إلى تشكيل تحالفات جديدة، بما في ذلك التعاون مع روسيا، لتعزيز الأمن والسلم في المنطقة.
الشراكة المصرية-الروسية: دورها المحوري في استقرار ليبيا وحل أزمتها