تشهد العلاقات الدبلوماسية بين بنين والنيجر توترا غير مسبوق بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها السفير البنيني لدى النيجر، غيلداس أغونكان، والتي اعتُبرت خروجا عن الخط الرسمي لحكومة بنين.
وأدت هذه التصريحات إلى استدعاء السفير إلى العاصمة البنينية بورتو نوفو، حيث من المقرر أن يلتقي بوزير الشؤون الخارجية، أوبيدو باكاري، يوم الجمعة المقبل لبحث سبل احتواء الأزمة.
وأثار السفير أغونكان الجدل بعد تقديمه اعتذارا غير رسمي نيابة عن حكومة بنين بشأن مواقفها تجاه النظام العسكري الحاكم في النيجر، دون الحصول على موافقة مسبقة من وزارة الخارجية البنينية.
وفُسرت هذه الخطوة على أنها انتهاك للبروتوكولات الدبلوماسية، ما دفع الرئيس البنيني باتريس تالون إلى اتخاذ قرار سريع باستدعاء السفير لإجراء تقييم شامل للموقف.
وكانت العلاقات بين البلدين شهدت توترا منذ الانقلاب العسكري في النيجر الصيف الماضي، والذي قاده الجنرال عبد الرحمن تياني، حيث اتخذت بنين موقفا حذرا تجاه النظام الجديد في النيجر، في محاولة للحفاظ على توازن دبلوماسي مع جيرانها في منطقة غرب إفريقيا.
وجاءت تصريحات السفير أغونكان في وقت بالغ الحساسية، حيث تسعى دول المنطقة إلى إعادة ترتيب تحالفاتها في ظل التغيرات السياسية الأخيرة.
ومن المتوقع أن يركز اللقاء بين السفير أغونكان ووزير الخارجية البنيني على توضيح المواقف الرسمية للحكومة البنينية، وإيجاد سبل لتصحيح الانطباعات التي خلقتها التصريحات المثيرة للجدل.
كما سيتم بحث كيفية تعزيز العلاقات مع النيجر في ظل الظروف الحالية، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالقنوات الدبلوماسية الرسمية.
ومن جهتها، لم تصدر الحكومة النيجرية أي تعليق رسمي بشأن الأزمة الحالية، لكن المراقبين يتوقعون أن تكون هذه الحادثة اختبارا لمرونة العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة.
النيجر: مسلحو “جبهة التحرير” يسلمون أسلحتهم في إطار تسوية سياسية