Samer 
المرصد السوداني لحقوق الإنسان يدين تصاعد الانتهاكات التي تستهدف الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في السودان.
وأشار المرصد إلى حالتين مروعتين طالتا المحامية ازدهار جمعة والصحفية رشا حسن، مما يكشف عن بيئة متدهورة للحقوق الأساسية في ظل الصراع الجاري.
وفي 24 أكتوبر 2024، تعرضت المحامية ازدهار جمعة، وهي ناشطة بارزة وعضوة سابقة في برلمان الولاية الشمالية، لجريمة اختطاف وضرب مبرح يشتبه بأن وراءها جهات فاسدة منتمية إلى إحدى القوات النظامية.
واختُطفت ازدهار من سيارة كانت تستقلها، حيث أوقفتها مجموعة مسلحة واعتدت عليها بعنف، وتم نقلها إلى منطقة نائية تُعرف بـ”وادي الضباع”، حيث تعرضت للضرب الوحشي الذي أسفر عن كسور في ذراعيها وإصابات في وجهها وعينها اليسرى، قبل أن تُترك في حالة فقدان للوعي.
واتهمت ازدهار مسؤولاً محدداً بالتورط المباشر، مشيرة إلى أن الجريمة تأتي في سياق محاولاتها محاسبة عناصر متورطة في قضايا فساد وابتزاز.
وفي مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض، تعرضت الصحفية رشا حسن لاعتقال تعسفي على يد مجموعة تعرف نفسها بأنها تابعة لـ”قوات العمل الخاص”، وهي جهة ذات وضع قانوني غير واضح.
وتم استجواب رشا في مكان عام تحت شجرة، وتعرضت لضغط نفسي كبير، وخضعت لتفتيش مهين حيث استُولت على أجهزتها الشخصية، وتمت استعادة بياناتها وصورها المحذوفة، ما يعد انتهاكاً صارخاً لخصوصيتها المهنية.
واحتُجزت رشا لدى الاستخبارات العسكرية لفترة وجيزة قبل أن يُطلق سراحها مع اعتذار غير مصحوب بضمانات كافية.
وأوضح المرصد أن هذه الحوادث انتهاكات فاضحة للحقوق الدستورية والمعايير الدولية، مثل قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2014 (المادة 28) الذي يضمن للصحفي حماية مصادره ومنع تأثير غير مشروع على عمله، والقانون الجنائي لسنة 1991 فيما يخص الاعتداء والخطف والتأثير على سير العدالة.
وانتهكت الحوادث اتفاقيات دولية أيضاً مثل، العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (المواد 7 و9) الذي يحظر التعذيب والاعتقال التعسفي، واتفاقية مناهضة التعذيب (المواد 2 و16) التي تلزم الدول بحماية الأفراد من التعذيب وسوء المعاملة.
وشدد المرصد على أن ظروف الحرب الراهنة لا تبرر انتهاك حقوق المدنيين، بل تقتضي تعزيز الحماية والكرامة الإنسانية.
ودعا السلطات السودانية إلى محاسبة الجناة المتورطين في هذه الانتهاكات، والالتزام بالمعايير الدستورية والدولية لحقوق الإنسان، وتقديم ضمانات لحماية الصحفيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان من أي استهداف.
تصاعد العنف في ولاية الجزيرة بالسودان.. قتلى وانتهاكات وتهديدات بمجازر في مدينة المناقل