تستخدم الجماعات الجهادية في شمال شرق نيجيريا تطبيق “تيك توك” لنشر الدعاية والتجنيد، مستفيدة من العنف المتزايد، وقد خلفت هذه الأنشطة مقتل 100 شخص في أبريل، مما يزيد القلق الأمني لدى السلطات.
تشهد المنصات الرقمية ولا سيما تطبيق “تيك توك” تصاعداً خطيراً في استغلال الجماعات الجهادية النشطة في شمال شرق نيجيريا، حيث تستخدم هذه الجماعات المنصة لنشر الدعاية والتجنيد عبر بث مقاطع تظهر الأسلحة والأموال، في تكتيك جديد يثير قلق السلطات والأجهزة الأمنية.
جاء هذا التطور بالتزامن مع تصاعد الموجة الأخيرة من العنف التي خلفت مقتل ما لا يقل عن 100 شخص خلال شهر أبريل الماضي، فيما أكد حاكم ولاية بورنو أن الجماعات المسلحة أحرزت تقدماً ميدانياً ملحوظاً في الولاية.
وتعتمد الحسابات الجهادية على المنصة أساليب دعائية تشبه إلى حد كبير تلك التي استخدمها زعيم بوكو حرام السابق أبوبكر الشكوي قبل مقتله عام 2021، حيث تنشر مقاطع مباشرة يظهر فيها أفراد يرتدون زياً دينياً ووجوههم مكشوفة، ويدعون صراحة إلى العنف ضد الحكومة، مع تعاون هذه الحسابات مع أخرى تعرض ترسانات أسلحة.
وكشف بولاما بوكارتي، نائب رئيس مؤسسة بريدجواي، عن تلقيه تهديداً مباشراً من أحد عناصر الجماعة عبر فيديو على التطبيق، فيما تنشر الحسابات الجهادية أيضاً مقاطع تاريخية لمؤسس بوكو حرام محمد يوسف ولعيسى غارو السلفي المعروف بخطاباته العنيفة.
ويواجه التطبيق تحديات كبيرة في مراقبة المحتوى بسبب خاصية البث المباشر، حيث يتم الإبلاغ عن العديد من الحسابات وإغلاقها، لكنها تعاود الظهور بسرعة.
وأقر متحدث باسم “تيك توك” بصعوبة تحديد عدد الحسابات الإرهابية التي تم إغلاقها، مؤكداً في الوقت ذاته سياسة “عدم التسامح” مع هذا المحتوى.
من جانبه، أوضح صديق محمد، جهادي سابق انشق عن التنظيم، أن الجماعات اتجهت إلى “تيك توك” بعد حملة الأمن على تطبيق “تلغرام”، مستفيدة من شعبية المنصة بين الشباب.
وأشار إلى أن الجماعات تتبنى الآن لغة عصرية لجذب الشباب بدلاً من الأساليب التقليدية “المملة”، مع تأكيده على فعالية هذه الاستراتيجية الجديدة.
بدوره، حذر مالك صموئيل، المحلل الأمني في مركز “الحوكمة الجيدة في إفريقيا”، من أن هذه الظاهرة تمثل تحدياً مباشراً للحكومة، مشيراً إلى أن إظهار الوجوه يهدف إلى إضفاء المصداقية وإثبات الجرأة. وأكد أن هذه الأساليب تتناسب مع التكتيكات الدعائية المعروفة لبوكو حرام.
وفي محاولة لمواجهة هذه الظاهرة، أعلن “تيك توك” سابقاً عن شراكة مع منظمة “تكنولوجيا مكافحة الإرهاب” المدعومة من الأمم المتحدة، إلا أن المنظمة أنهت تعاونها مع التطبيق مطلع 2024.
ويؤكد المتحدث الرسمي للتطبيق التزامه بسياسات حظر المحتوى المتطرف، معترفاً في الوقت نفسه باستمرار التحديات في هذا المجال.
يأتي هذا التصاعد في النشاط الجهادي عبر المنصات الرقمية في وقت تشهد فيه نيجيريا تصاعداً في وتيرة العنف، حيث تحولت بعض المناطق إلى ساحات مفتوحة للصراع بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة، مع تزايد المخاوف من تأثير هذه الظاهرة على استقرار المنطقة ككل.
دعوة من زعماء أفارقة سابقين لتخفيف أعباء الديون في القارة