تحطمت طائرة مراقبة خفيفة من طراز “Savannah S” تابعة لمنظمة “أفريكان باركس” في تشاد، مما أدى إلى وفاة الطيار تشارلز فان إيدن والمسؤول نيكولاس حامد أثناء مهمة روتينية، وتُحقّق الهيئة العامة للطيران المدني في الحادثة لتحديد أسباب الفشل الفني الذي أسفر عن التحطم.
أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في تشاد عن حادث تحطم مأساوي لطائرة مراقبة خفيفة صباح اليوم الثلاثاء أثناء قيامها بمهام روتينية في محمية زاكوما الوطنية، مما أسفر عن وفاة كلا الراكبين.
ووفقاً للبيان الرسمي الصادر عن الهيئة، فإن الطائرة من طراز “Savannah S” تحمل الرقم التسجيلي ZU-IXH والمملوكة لمنظمة “أفريكان باركس” غير الحكومية، كانت تقوم برحلة مراقبة جوية عندما سقطت بالقرب من قرية “قوز جراد” حوالي الساعة 06:05 صباحاً.
وكان على متن الطائرة كل من الكابتن تشارلز فان إيدن (طيار جنوب إفريقي) والسيد نيكولاس حامد (موظف بوزارة البيئة وحماية الطبيعة والتنمية المستدامة في تشاد).
وقد أكدت منظمة “أفريكان باركس” وفاة الراكبين في الساعة 09:48 صباحاً، وهو ما أقرته الهيئة رسمياً، وأعربت الهيئة باسم وزيرة النقل والطيران المدني والأرصاد الجوية الوطنية عن خالص تعازيها لأسر الضحيتين.
وذكرت مصادر مقربة من إدارة المحمية أن السيد نيكولاس حامد كان يشغل منصب المسؤول عن وحدة حماية وحيد القرن في المتنزه، بينما كان الطيار الجنوب إفريقي قد انضم حديثاً لفريق العمل، وكانت الطائرة ذات المقعدين تقوم بمهمة مراقبة يومية معتادة بين الخامسة والتاسعة صباحاً.
وأشارت المعلومات الأولية إلى أن الطائرة واجهت مشكلة فنية أثناء تحليقها فوق منطقة ريجيك، مما دفع الطيار لمحاولة هبوط اضطراري على طريق غوز-جراد، إلا أن المحاولة باءت بالفشل وأدت إلى التحطم المميت.
وقد شكلت الهيئة العامة للطيران المدني فريق تحقيق خاصاً يتكون من مفتشيها وأعضاء اللجنة الدائمة للتحقيق في حوادث الطيران، الذين توجهوا إلى موقع الحادث لبدء التحقيقات الفورية، وأكدت الهيئة التزامها بالشفافية الكاملة في متابعة التحقيق وإطلاع الرأي العام على النتائج.
يذكر أن السيد نيكولاس حامد كان شخصية بارزة في مجال الحفاظ على الحياة البرية في تشاد، حيث لعب دوراً محورياً في إعادة توطين وحيد القرن الأسود إلى محمية زاكوما بعد اختفائه لأكثر من 40 عاماً، وقد نعته إدارة المتنزه ووصفت الحادث بأنه “خسارة فادحة لجهود الحفاظ على البيئة في البلاد”.
وتعد محمية زاكوما الوطنية من أهم المحميات الطبيعية في إفريقيا، وتشتهر بجهودها في حماية الأنواع المهددة بالانقراض مثل الأفيال من الصيد الجائر، حيث تعتمد بشكل كبير على دوريات المراقبة الجوية.
ويأتي هذا الحادث ليطرح تساؤلات حول إجراءات السلامة المتبعة في عمليات المراقبة الجوية بالمحميات.
ترحيب خليجي بالجهود المصرية لحل الأزمة السودانية