Samer 
الساحة السودانية تشهد تحركات دولية وإقليمية مكثفة لوقف الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تدهور إنساني حاد.
وفي هذا السياق، طرح عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تحالف “صمود”، مبادرة تتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار، وعقد اجتماع مشترك لمجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي بحضور القادة العسكريين وقوى سياسية، إضافة إلى مؤتمر مانحين دولي لدعم الاستجابة الإنسانية، وإطلاق عملية سلام شاملة.
وتهدف المبادرة إلى بناء منظومة أمنية موحدة، وإرساء العدالة الانتقالية، وتشكيل سلطة مدنية تقود البلاد حتى الانتخابات.
وأكد حمدوك أن تحالف “صمود” بدأ التواصل مع الأطراف السودانية والدولية لحشد الدعم للمبادرة، مع التأكيد على استبعاد حزب المؤتمر الوطني من أي ترتيبات.
وبالتوازي، أعلنت بريطانيا عزمها تنظيم مؤتمر دولي منتصف الشهر المقبل بمشاركة 20 وزيراً من دول معنية بالأزمة السودانية، لحشد الجهود لإنهاء الحرب وإعادة تنشيط العملية السياسية.
وفي هذا الإطار، زارت هارييت ماثيوز، المسؤولة بوزارة الخارجية البريطانية، بورتسودان والتقت قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، مؤكدة دعم بريطانيا للوساطة الإقليمية لتحقيق السلام.
ولم تعلن الحكومة السودانية في بورتسودان موقفاً واضحاً من الخطوة البريطانية حتى الآن، فيما تسعى لندن لبناء توافق دولي حول سبل إنهاء النزاع.
وعلى صعيد آخر، يستعد وفد الآلية الإفريقية رفيعة المستوى، بقيادة محمد بن شمباس، لزيارة بورتسودان وعواصم إفريقية أخرى للقاء البرهان ومحمد حمدان دقلو “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع، في محاولة لدفع الطرفين نحو الحوار.
وجدد الاتحاد الإفريقي التزامه بإشراك جميع الأطراف السودانية في حوار شامل لاستعادة المسار المدني، لكنه يواجه تحديات بسبب عدم التزام الأطراف المتحاربة بوقف إطلاق النار.
ورغم تعدد المبادرات الدولية، لم تحقق أي منها اختراقاً حقيقياً في وقف الحرب، وتعود العقبات إلى رفض بعض الأطراف داخل الجيش والدعم السريع لأي حلول تفاوضية، وانقسامات داخل المؤسسة العسكرية، إلى جانب تعدد المنابر التفاوضية، مما أدى إلى غياب آلية تنفيذ موحدة.
وفي ظل استمرار النزوح والانهيار الاقتصادي، تزداد الحاجة لحل سريع، غير أن غياب آليات تنفيذ قوية وضغوط دولية فعالة قد يؤدي إلى استمرار الصراع.
الجيش السوداني يرفض المشاركة في محادثات جنيف