الباحث المصري في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد كامل البحيري، كشف عن معلومات تشير إلى ضلوع مكتب تابع للموساد الإسرائيلي يقع في دولة آسيوية جارة لإيران، بتنفيذ كافة العملية في عمق إيران.
وخلال مداخلة له على قناة “ON” في برنامج “كلمة أخيرة”، قال البحيري إن أخطر ما أظهرته هذه العملية ليس فقط الاغتيالات أو استهداف منشأة نطنز، بل ما وصفه بـ”الانكشاف الاستخباراتي التام داخل إيران”، وهو تطور يتجاوز ما شهدته طهران من عمليات اختراق في العقد الماضي.
وأضاف أن الإعلام العبري نقل أن “المكتب التابع للموساد في الدولة الآسيوية الجارة هو من تولى تنفيذ العملية بالكامل داخل العمق الإيراني”، مما يدل على تفوق استخباراتي نوعي لإسرائيل في هذا النوع من العمليات المعقدة.
وأشار البحيري إلى أن ما بين عامي 2010 و2020، تعرضت إيران لعدة اختراقات استخباراتية أدت إلى اغتيال نحو خمسة عملاء بارزين، أبرزهم محسن فخري زادة، إلا أن العملية الأخيرة تمثل انتقالاً من الاختراق إلى الانكشاف الكامل، مضيفاً: “آخر حلقات هذا الانكشاف كانت تصفية إسماعيل هنية بطهران”.
وأكد البحيري أن إيران بدأت بالفعل تنفيذ ردها على الهجوم الإسرائيلي، في ما أطلقت عليه طهران اسم “الوعد الصادق 3″، لكنه أشار إلى أن “الأهم من الضربة هو طبيعة المستهدف ونوعية الأسلحة المستخدمة”.
وأضاف: “السؤال الآن: هل سيكون الرد الإيراني نسخة من الوعد الصادق 1 و2، عبر إطلاق صواريخ ومسيرات؟ أم سيكون ردعياً بحجم وقوة الضربة الإسرائيلية؟”، مشيراً إلى أن طبيعة الرد الإيراني هي ما سيحسم إن كنا بصدد رد تقليدي أم استراتيجية ردع جديدة.
وتوقع البحيري أن الأزمة لن تُحسم في ليلة واحدة، قائلاً: “نحن أمام أيام طويلة من التصعيد، وقد يتوسع الرد الإيراني ليشمل مصالح أمريكية في المنطقة، أو حتى محاولة غلق مضيق هرمز، وهو ما يمكن تنفيذه بعملية بحرية محدودة”.
وحول القدرات العسكرية الإيرانية، أوضح الباحث أن طهران لا تمتلك طائرات قادرة على تنفيذ عمليات جوية مباشرة ضد إسرائيل دون التزود بالوقود جواً، لكنه لم يستبعد لجوءها للطائرات الانتحارية أو الهجمات السيبرانية.
وفي نقطة لافتة، ألمح البحيري إلى أن الولايات المتحدة كانت شريكاً رئيسياً في الضربة الجوية على طهران، مؤكداً أن “عدد الطائرات المشاركة، ومنها F-35 وF-15، يتجاوز الإمكانيات الإسرائيلية وحدها”، ما يشير، حسب قوله، إلى مشاركة مباشرة من سلاح الجو الأمريكي.
وأوضح أن “تل أبيب لا تمتلك هذا الكم من الطائرات الشبحية”، ما يعزز فرضية تعاون أمريكي إسرائيلي واسع في الهجوم الأخير.
واختتم البحيري حديثه بالإشارة إلى أن ما يجري يعكس إعادة تشكيل واضحة لمنظومة الأمن في الشرق الأوسط، وهي خطة قال إنها تعود إلى ما لا يقل عن عشر سنوات، وتحديداً منذ عام 2015، موضحاً أن التحالف الأمني الإقليمي بقيادة إسرائيل لم يعد خفياً.
استمرار الحرائق على متن سفينة إسرائيلية بعد استهدافها من قبل الحوثيين