فتحت السلطات المغربية تحقيقات حول تهريب أموال عبر مشاريع استثمارية أفلست في الخارج، حيث تم تحويل أكثر من 820 مليون درهم لمستثمرين مغاربة، وتكشف التحقيقات تلاعباً لإعادة ضخ الأموال لطرق غير مشروعة.
باشرت السلطات المغربية تحقيقات موسعة حول عمليات تهريب أموال عبر مشاريع استثمارية أعلنت إفلاسها في الخارج، وذلك بالتنسيق بين مكتب الصرف والمديرية العامة للضرائب والإدارة العامة للجمارك.
وكشفت التحقيقات الأولية عن تحويلات مالية ضخمة قام بها مستثمرون مغاربة إلى دول أوروبية وإفريقية، تتصدرها فرنسا وكوت ديفوار ومالي، تجاوزت قيمتها الإجمالية 820 مليون درهم مغربي (ما يعادل حوالي 82 مليون دولار)، دون أن يترك ذلك أي أثر استثماري ملموس في تلك الدول.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن التحقيقات تستند إلى معلومات دقيقة وردت في تقارير رسمية تشير إلى شبهات قيام مستثمرين مغاربة بالتلاعب بإعلانات إفلاس مشاريعهم بالخارج، بهدف تبرير غياب الأرباح وإعادة ضخ الأموال المغادرة إلى المغرب بطرق غير مشروعة.
وأظهرت عمليات التدقيق المالي تحاليل مثيرة للشكوك في الوثائق المحاسبية لعدد من المشاريع، حيث تم رصد تناقضات صارخة بين التصريحات المقدمة عن تراجع الأرباح وتضخيم التكاليف التشغيلية، وبين الأداء الفعلي لشركات أخرى تعمل في نفس القطاعات بالدول المضيفة لتلك المشاريع.
وتشير الوثائق التحقيقية إلى تعاون بعض المستثمرين المشتبه بهم مع مكاتب محاسبة وخبراء أجانب متخصصين في تزوير الوثائق المالية، حيث تم إعداد تقارير محاسبية مزورة تثبت تدهور أداء الشركات وتوجهها نحو الإفلاس، وذلك بهدف تضليل أجهزة الرقابة المالية والضريبية.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الأموال التي تم تحويلها بشكل قانوني في البداية لتمويل مشاريع مزعومة بالخارج، أعيد توجيهها لاحقاً إلى حسابات سرية في ملاذات ضريبية معروفة، عبر شبكات مالية معقدة.
ويأتي هذا التحقيق في إطار الجهود المغربية لمكافحة تهريب الأموال وغسل الأموال، حيث تعمل السلطات على تعزيز آليات الرقابة على التحويلات المالية إلى الخارج، خاصة تلك المرتبطة باستثمارات خارجية تفتقر إلى الشفافية أو تظهر مؤشرات مشبوهة.
ويواجه المتورطون المحتملون في هذه القضية تهماً جنائية خطيرة تشمل التزوير والاحتيال المالي وغسل الأموال، في وقت تشدد فيه المملكة المغربية على ضرورة الالتزام بأحكام القانون في جميع المعاملات المالية عبر الحدود.
الكاف يعلن قائمة الأندية والمنتخبات المرشحة لجائزتي الأفضل في إفريقيا