خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، عبّر عن استغرابه الشديد واستهجانه لمحاولات منع أو عرقلة مرور “قافلة الصمود” المتجهة نحو معبر رفح دعماً للشعب الفلسطيني.
وفي بيان صدر تعليقًا على توقف القافلة في مدينة سرت، أكد المشري أن هذا التحرك الشعبي يعبّر عن إرادة وطنية جامعة يجب احترامها، بعيداً عن الانقسامات السياسية والتجاذبات الأمنية.
وشدّد المشري على أن “الدعم الشعبي العابر للانقسامات السياسية يعد تعبيراً صادقاً عن الإرادة الحرة لليبيين”، داعياً جميع الجهات المعنية إلى تسهيل عبور القافلة وعدم الانصياع لأي ضغوط سياسية أو أمنية قد تسيء إلى رسالتها الإنسانية.
وفي سياق متصل، كشفت “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين – تونس” عن استمرار الطوق الأمني والعسكري المشدد المفروض على القافلة المغاربية منذ مساء الخميس 12 يونيو 2025 قرب بوابة سرت على الطريق الساحلي، مشيرة إلى تشويش وحجب في شبكة الاتصالات داخل دائرة قطرها 50 كيلومتراً حول موقع التخييم، ما تسبب بانقطاع التواصل مع أعضاء القافلة ومنعهم من الوصول إلى اجتماع مرتقب مع وزيري الخارجية والداخلية الليبيين.
ووصفت التنسيقية الوضع في المخيم بـ”المتدهور”، مشيرة إلى منع الدخول والخروج بالكامل، إضافة إلى حظر المواد الغذائية والإمدادات اللوجستية، مما يهدد سلامة المشاركين ويضعف قدرتهم على الاستمرار.
وطالبت السلطات الليبية برفع الحصار والسماح بإدخال الإمدادات الأساسية، داعية إلى تهيئة مناخ تفاوضي هادئ كما عبرت عنه بيانات رسمية سابقة لوزارتي الداخلية والخارجية الليبيتين.
ومن جهتها، أصدرت الحملة الليبية بمصراتة لمساعدة الشعب الفلسطيني بياناً إضافياً أكدت فيه أن محاولات إيصال التموين إلى القافلة قد باءت بالفشل بسبب تعنت قوات الدعم المركزي التابعة للقائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير خليفة حفتر.
وذكر البيان أن مجموعة من شباب مصراتة حاولوا مساء الجمعة إيصال مساعدات غذائية إلى القافلة، إلا أنهم قوبلوا بالرفض بحجة “تعليمات عليا”.
وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق مبدئي يسمح بتمرير الإمدادات، عاد قائد القوة اللواء الفارسي وألغى الاتفاق، ليُمنع دخول أي مساعدات حتى صباح السبت.
وأكدت الحملة أن استمرار هذا المنع يفاقم من حدة الأزمة الإنسانية داخل المخيم، ويقوّض الجهود المدنية المشتركة بين دول المغرب العربي لمساندة الشعب الفلسطيني عبر مبادرة سلمية.
وتضم “قافلة الصمود” مئات النشطاء من تونس والمغرب والجزائر، في أول تحرك مدني شعبي مغاربي من نوعه يهدف إلى الوصول إلى قطاع غزة عبر الأراضي المصرية.
وتحظى القافلة بدعم واسع من منظمات مدنية وإنسانية في المنطقة، وسط دعوات متزايدة لليبيا بعدم تحويل القضية الفلسطينية إلى رهينة للتجاذبات الإقليمية.
وتبقى الأنظار متجهة نحو بوابة سرت، حيث يُحبس النشطاء في ظروف صعبة، بانتظار قرار رسمي يُنهي حالة الحصار ويفتح الطريق أمام الدعم المغاربي العابر للحدود.
توقعات بتحول إفريقيا إلى أحد أبرز منتجي الغاز في العالم