مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، أعلن أن نحو مليوني لاجئ ونازح عادوا إلى مناطقهم الأصلية في السودان حتى فبراير 2025.
وتأتي هذه العودة حسب المندوب السوداني بعد استعادة الجيش والقوات المساندة له للسيطرة الكاملة على ولايتي الجزيرة وسنار، بالإضافة إلى معظم مناطق ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض.
تصريحات إدريس جاءت خلال كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، حيث أكد أن هذه العودة تمثل جزءا من الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السودانية بالتعاون مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، لتأهيل المناطق المتضررة وتلبية الاحتياجات العاجلة للعائدين.
وأشار الحارث إلى أن الحكومة تعمل على تنفيذ مشاريع إعادة إعمار شاملة، تشمل صيانة البنية التحتية، وإعادة تأهيل المدارس ومؤسسات التعليم العالي، وتحسين شبكات المياه والكهرباء، بالإضافة إلى إصلاح المرافق الصحية ومراكز الشرطة، كما تم توفير الدعم النفسي للنازحين العائدين لمساعدتهم على تجاوز آثار الحرب.
وتوقع السفير السوداني أن يرتفع عدد العائدين إلى خمسة ملايين شخص بحلول نهاية يونيو 2025، مع استمرار الجهود لاستعادة الاستقرار في المناطق المحررة.
ومن جهة أخرى، لفت الحارث إلى أن وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، قدّم تصورا شاملا لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة، عبد الله الدادا، حول رؤية الحكومة وأولوياتها ضمن البرنامج التنموي.
وتركزت هذه الأولويات على مكافحة العنف، ومعالجة قضايا النزوح، وتعزيز الحماية المجتمعية، بالإضافة إلى التحول الرقمي، ومواجهة التغير المناخي وتأثيره على الاقتصاد، ودعم قطاعي الطاقة والاتصالات، وتنمية سلاسل القيمة، وتعزيز مشاريع التمويل الأصغر.
يذكر أن عدة ولايات سودانية شهدت موجات عودة للنازحين خلال شهر فبراير الماضي، وأبرز الولايات التي عاد إليها النازحون هي ولاية الجزيرة وولاية سنار (في وسط السودان)، بالإضافة إلى معظم مناطق ولاية الخرطوم (بما في ذلك مدينة بحري شمالي الخرطوم) وأجزاء واسعة من ولاية النيل الأبيض.
وأهم عامل شجّع النازحين على العودة هو تحسّن الوضع الأمني واستقرار المناطق المحررة، كما ساهمت جهود حكومية وأهلية في تنظيم العودة الطوعية، وفي تشجيع النازحين على الرجوع، حيث تم توفير وسائل نقل لإعادتهم إلى مناطقهم بالتنسيق بين السلطات ومبادرات شبابية محلية .
منظمة دولية: حرب السودان تطلق أكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث