الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي هدد بإقالة كبار القادة الأمنيين والمسؤولين الحكوميين المعنيين، بسبب ما وصفه بـ”تدهور الوضع الأمني” في البلاد وتكرار المواجهات الدامية.
وعقد ديبي اجتماعاً، يوم الخميس، في القصر الرئاسي بالعاصمة نجامينا، ضم الوزير الأول وعدداً من الوزراء المعنيين بالشأن الأمني، بالإضافة إلى قادة الوحدات الأمنية المختلفة، لمناقشة التوترات المتصاعدة التي تشهدها البلاد، والتي أودت بحياة نحو 100 شخص خلال شهري مايو ويونيو، والتي باتت تشكل تهديداً خطيراً للاستقرار الداخلي.
وخلال الاجتماع، أعرب ديبي عن غضبه الشديد من أداء الأجهزة الأمنية، منتقداً عجزها في جمع المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب، وفشلها في التعامل الفعال مع المعطيات الميدانية، وفي موقف لافت، لم يفتح الرئيس المجال أمام أي من المسؤولين الأمنيين للتعليق أو التبرير، في إشارة واضحة إلى فقدانه الثقة بأدائهم.
وقال ديبي موجهاً كلامه للمسؤولين: “إما أن تقوموا بعملكم كما يجب، وتغيروا هذا الوضع، وتفرضوا الأمن للمواطنين التشاديين ولممتلكاتهم على كامل التراب الوطني، أو سأتحمل مسؤولياتي، وأقوم بتعيين رجال ونساء أكفاء في مواقعكم، يمكنهم خدمة بلدهم وتغيير هذا الوضع”.
ويأتي هذا التحذير الرئاسي في ظل سلسلة من المواجهات العرقية الدامية التي شهدتها البلاد مؤخراً، كان أبرزها ما وقع في منتصف مايو الماضي في قرية ماندوكا غرب تشاد، حيث قُتل ما لا يقل عن 35 شخصاً نتيجة نزاعات بين سكان من خلفيات إثنية مختلفة.
وكانت عدة مناطق في البلاد قد تحولت في الأشهر الأخيرة إلى بؤر توتر مزمنة، في ظل غياب حلول جذرية للمشاكل المتكررة، وعلى رأسها النزاعات التقليدية بين المنمين والمزارعين، والتي تزداد حدتها في موسم الأمطار، المتوقع أن يبدأ في الأسابيع المقبلة، ما يزيد من احتمالات تفجر الأوضاع الأمنية بشكل أوسع.
روسيا وتشاد تؤكدان تعزيز التعاون في ذكرى العلاقات الدبلوماسية